الأعلامي كريم الكناني
الرأي الآخر ، بلغة العصر هو الرأي المعارض أي رأي الجمهور أو رأي الامة قبال الحاكم المستبد.
نعم، هو الصوت المعبر عن قرارها وأرادتها وضميرها أذا ڤيض له أن يسمع وهو نقيض الدكتاتورية والاستبداد والاحتكار السياسي والرأي المعلب الواحد…
أما لماذا صار الرأي الآخر ، رأي الامة وضميرها ولم يكن الرأي الأول هو رأيها وضميرها ؟
الجواب: لأن الرأي الأول في البلدان المتخلفة هو رأي السلطة أو رأي الحاكم، أو رأي(أهل الحل والعقد) فيها، بأعتبارهم أول من يطرح رأياً وآخر من يقبل رأياً أخر..إن لم نقل أن الكلمة الأولى لهم والثانية والأخيرة لهم ..
دليلنا على ذلك أن السلطة في هذه البلدان هي التي تمتلك القدرة والثروة والسلاح ، وتحتكر الصحافة والنشر ،
وتستأثر بكل وسائل التأثير ولها حقٌ مقدس في كل الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.. وللأمة أذا انسجمت مع قيادتها بعض هذا الحق وليس كله ، وإلا فـالمنشورات السرية والتمتمات والهمهمات هي التي تصبح وسائل التغيير الوحيدة غير المشروعة طبعاً والتي يكون ثمن التلويح بها في الكثير من الأحيان العزل والطرد والمصادرة والاعتقال وحتى الإعدام وغير ذلك..
واذا قال قائل أن الأمة يجب أن تنسجم مع قرار قيادتها فهذا حق طبيعي ومقدس للقيادة شريطة أن تنسجم القيادة مع حرية الأمة في التعبير . نعم ، التعبير عن رأيها دون خوف أو تهيب أو هراوة رقابية سياسية بوليسية بغيضة .. أما مصداقية انسجام الأمة مع القيادة فيأتي عبر الطاعة والعمل في مفاصل القيادة بـإخلاص وصدق وولاء حقيقي ، فيما تأتي مصداقية انسجام القيادة مع الأمة عبر السماح لضمير الأمة (أي الصحفي الشريف) بالتعبير والافصاح والمكاشفة عبر الوسائل المذكورة، بعيداً عن الإرهاب الفكري والفوقية والاستاذية والاعلمية واحتكار المنابر الإعلامية والسياسية..
نعم ، قد يأتي الاصطدام أحياناً في لحظة ساخنة من لحظات المواجهة غير المروضة بين الأمة والقيادة، الذي تصوره يأتي اثناء ارتطام الرأي الآخر برأي القيادة الذي تصوره وسائل أعلامها أنه مقدس ومعصوم ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..ولكن يبقى حق الأمة على القيادة الإستماع والإصغاء في أقل التقادير..ولو من الباب المعروف
«لك أن تشير علىِ فإن عصيتك فأطعني» كما يقول امير المؤمنين (عليه السلام).