عبد الرسول الاسدي
منذ تسلمه المسؤولية بدأ رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني جادا في بإيلاء الأهمية القصوى لكل المحال البغدادية القديمة التي يناهز بعضها قرونا عدة أسوة بأحياء ومناطق بغداد الأخرى .
إجتماعات لجنة تأهيل بغداد القديمة التي جرت بحضور أمين بغداد، ورئيس هيئة الآثار والتراث، والمستشار الثقافي لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس رابطة المصارف الخاصة ومدير الدائرة الهندسية في صندوق المبادرات (تمكين) بالبنك المركزي كلها كانت تصب في خانة إعادة تأهيل وإنعاش البنى التحتية للمحال البغدادية القديمة لإظهارها بالشكل اللائق.
العمل الذي إمتد لمراحل بدءا من محور السرايا الموازية للقشلة، مرورا بشارع الرشيد وساحة الميدان وساحة الرصافي هدفت لإنتشال المنطقة من تراكم طويل للإهمال والوقوف بأيدي مكتوفة على الخراب الهائل الذي أصاب قلب بغداد القديمة رغم انها تضم عشرات المواقع التراثية والأثرية ذات الأهمية القصوى للذاكرة البغدادية .
توجيهات السوداني كانت تصب في إختيار واجهات تراثية تتطابق مع بيئة المكان التراثية وإنشاء مرائب ومرافق خدمية وكلها أعمال تكميلية لعملية الإدامة للبنى التحتية التي تشهد هي الأخرى عمليات إدامة مهمة.
اليوم في ليالي رمضان المبارك وحسب بعض الإحصائيات فان أكثر من خمسة آلاف عراقي يزورون المنطقة الممتدة من تقاطع الميدان بإتجاه ساحة الرصافي التي كانت تدار الدولة العراقية منها في عشرينيات القرن الماضي ، فليال المتنبي ذات سحر خاص وإيقاع جميل في الذهن .
دجلة الذي تتلألأ مياهه بالأنوار الساطعة عل ضفتيه يشهد حركة عمران كبرى في المنطقة المحيطة به ليكون شاهدا على روعة المكان والزمان وتمسك العراقيين بإرثهم الحضاري الجميل.
تلك الشوارع التي كان يكتنفها الظلام ويخيم عليها الإهمال أصبحت اليوم تعج بالمرتادين وبما يفتح الباب نحو نهضة سياحية داخلية وخارجية ويعيد لبغدادنا روعة إشراقتها البهية .