عبد الرسول الاسدي
تلك المقولة الخالدة التي أطلقها سيد المقاومة ( حسن نصر الله ) ذات يوم عصيب من أيام المواجهة الصعبة والأعوام الضروس التي قال فيها ( حيث يجب أن نكون ..سنكون ) تختصر جملة من المفاهيم الواضحة حيال المسؤوليات الملقاة على عاتق كل منا إزاء القضايا المصيرية في العالم من حولنا.
ولأن المعركة اليوم هي معركة إثبات وجود بل حفاظ على الوجود نجد أنفسنا في مواجهة الخيار الذي لا بديل عنه أما أن نكون في المنطقة البيضاء أو السوداء ولا بديل عنهما الإنحياز الى مناطق رمادية لا تليق بمن يعتز بتاريخه الشخصي فضلا عن واجبه الوطني والشرعي والإنساني .
وفي معرض الحديث عن المواقف وما يجب أن نكون عليه تستعيد ذاكرتي تلك الحاشية الأنيقة التي ذيل بها الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل لتوفيق الحكيم في معرض اغلرد على هجمة أثارتها الصحف الرسمية حينها ضده بالقول:( هل تصدق أننى لا أقرأ كثيرا ما ينشر هذه الأيام، أعرف أهدافه، وأعرف أصحابه وألقي نظره سريعة على الصفحات الصاخبة، وأستذكر مرة أخرى مقوله «جورج برنارد شو»: إنهم يقولون ..ماذا يقولون؟ دعهم يقولون.. وأثق أنك تصدق لأني واثق أنك تعرفني.. )
هكذا نحن إذن نثق في معرفتنا لبعضنا وفي المعرفة الدقيقة لنفوسنا لأننا على صواب دائم دون الخوض في تفاصيل أي من المعسكرين يستحق أو لا يستحق أن نكون معه . نحن مع الحق الذي قال عنه سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه
نعم سنكون مع القلة ونعلن وقوفنا الشامل والكامل مع المحور المقاوم ضد كل معتد غاصب أثيم وضد كل من يعيث في الأرض الخراب ويستبيح الحرمات ويقتل النساء والأطفال ويهدم المساجد والكنائس ويغير بطائراته وصواريخه على المستشفيات ويمنع سبل الحياة عن الأبرياء العزل .
نعم نحن مع كلام الله وهداية الله والمجاهدون في سبيل الله لإعلاء راية الحق والفضيلة ودفع الأذى والباطل بالكلمة الحق والبرهان البين والحقيقة الناصعة وحتى النصر المؤزر إن شاء الله تعالى .