فاطمـــــة اسعــــــــد
وجعها …
تئن تحت مبضع الجراّح …
على حياء طلبت مني الدّعاء …
فتلوت لها كل ما أعرف من الذِّكر …
والبسملة …
وآيات الرّحمن …
بحثتُ في التّوراة …
والإنجيل …
والزبور …
تلوتُ لها دعاء في كلّ اللّغات …
والأديان …
استحضرتُ على نيّة شفاء أمي….
بخّورها …
وسجادة صلاتها …
وسبحة أذكارها …
وتعويذة كانت في طيّ ثوبها …
أضرمتُ نار يقظتي …
بحثت عن طقوس في كتب
الزّنوج …
والإغريق …
وأهل العشق …
وسحرة الهند …
آه…
كم أهلكها المرض….
وأتعبها العلاج الكيميائي…
لبرهة
ظنّت انّ روحها فارقتها …
فسلّمت واستسلمت اركانها…
وقالت لي : انّه الموت حتما…
اهكذا يموتون بصمت …
اهكذا تفارق الرّوح دون وداع
وبداتْ تسمع صدى صراخي في العمق …
أمّي ما زلتِ هنا …
لا تياسِ ….
قاومي…
لا زال في الياسَمين حياة…
لا زال عبق الاقحوان يغلب رائحة الموت…
ولا زال في الحياة بعضاً منكِ ليزهر….
آه آه آه …
ليتني لها تابوت السّكينة …
أو عصا موسى …
وأعيد سيرتها الأولى …
ليتني هدهد سليمان …
وقوارير صرح ممرد …
ويكون الشّفاء …
آه …..
لو كانت دعوتي تستجاب …
لمنحتها عرش بلقيس …
وخزائن سبأ …
وطي ارض …
واحمل كيس زادي على ظهري …
وعصاي …
وأُكبّر ثلاث …
الصّلاة الصّلاة الصّلاة …
شُفيت أمّي..
طوبى
لشفاعتي …
وعشقي …
ودعائي …
من الآن نصّبتُ نفسي …
بلسمًا ل داء الأوجاع…
وسأبقى أصلّي لرفيقة عمري
وأتمنّى لها الشّفاء…