عبد الرسول الاسدي ( أصعب معركة في الحياة عندما يدفعك الناس لأن تكون شخصا آخر ) وليم شكسبير .. يؤسفني أن يركض الكثير من المثقفين وبعضهم زملاء إعلاميين الى تقليد الآخرين دون أن يكون لهم بصمة خاصة واضحة في مسيرتهم المهنية والإعلامية ودور وأثر في إنتاج أفكارهم الخاصة بإعتبارهم صناع للرأي وقادة للمجتمع . 
وهم في ذلك منقسمون الى صنفين الأول يتمسك بالموروث غثه وسمينه لا يكاد يغير أو لا يحاول المناورة أصلا ليتحول الى شخصية ميتة في أحسن الأحوال انطلاقا من مقولة إبن خلدون ( اتباع التقاليد لا تعني أن الأموات أحياء بل إن الأحياء هم الأموات ) لأنهم في ذلك إنما يقلدون الجيد وغير الجيد والسلبي والإيجابي على حد سواء دون إعادة فرز وتفكير وتبني المفاهيم عن قناعة ومحاولة تغيير ما هو سلبي أو غير إيجابي أو ما أصبح قديما باليا لا يتماشى مع روح العصر .الفريق الآخر قد لايفعل ذلك بالضرورة لكنه يحاول إقتباس وجهات نظر القادم من وراء الحدود أو داخلها دون أن يكون له وجهة رؤيته الخاصة  أو فكرة واقعية حيال ذلك بشكل ينتج تغييرا أو ايجابية معينة في الفهم وإعادة التعاطي مع أي منهج أو رؤية أو فكرة .يقول شكسبير إن الجزء المحذوف من كلماتنا ، النظرة التي نحتفظ بها في داخلنا ، الأحلام التي لا نخبر عنها أحد ، هي نحن في الحقيقة .لكن النحن لا يجب ان تختبئ بل تعبر عن ذاتها وتغير واقعنا وتبعث بتفاصيل الدفء في محيطنا لأننا كائنات إجتماعية ننمو حين نغير ملامح الكون من حولنا .أروع مافي الحياة هو أن نصنع أنفسنا وتكون لدينا كينونة خاصة يحترمها الآخرون ويعرفون تضاريسها بل ويحترمون ما تنطوي عليه دون أن نخشى أو نهاب أن يظن بنا غيرنا الظنون .