غادة الحموي
جئت لأخبرك أني اشتقت لك كثيراً
مؤلم أن أسمع صوتك في أذني،
وألتفت ولا أراك يا أمي
طال بعدك عنا أماه
قد أوجعنا القدر
يا روحا فيها الطهر
لماذا أغمضت العينين أماه
أناعسة أنت
أمي استفيقي فقد أطلت النوم
لما أغمضت عينك أماه أداهمك النعاس
لماذا صمتك قاتلا
المح الأنين في عينيك
أماه كم بكيت على أطلال بيتنا
وكم أسندت ظهرك على عجزنا
وكم كان حنينك للمتنا
أين هرج الأخوة
وكان الصمت في رحاب أبي عبادة
أين ضحكاتنا
أين سهراتنا
أين بهجة العيد في صباحاتنا
أمي خيالك ما برح خاطرنا
أين انتظارك لنا إلى حين عودتنا من مدرستنا
أين تلك النظرات
التى كنا نفهمها
من دون أن تنبس لك بنت شفة
كالصبح الندي أنت
كضحكة الأطفال
كبسمة الربيع
ببسمة من شفتيك
ينقشع الظلام
وأنسى تعب خطواتي
أمي يا روح الله
وأنا اليتيمة والمسكينة
كيف أحيا بدونك
أمي إذا ما غبت
من يكفكف أدمعي والأنين
ويرتق العمر الحزين
فبعدك الأمطار لا تروي
والأشجار لا تثمر
وأنا بعدك لن أكون
ما أمرها من ساعات
وما أقساها من لحظات،
لا زلت أتذكر نظرة المعزين
ونواح المقربين من الأهلِ والأصحاب ِ
ووجوهٌ تلتهمني بنظرةِ عطفٍ
ويد تمسح على راسي لإغتنامِ الأجرِ
تمنيت لو أن ألفَ خنجرٍ يطعنني
ولا أسمع ما سمعت
أيضا تمنيت أن يكون حلماً مزعجاً،
وأفيق منه بين ذراعيك
تمنيت أن أشيب معك يا أمي
لم أكن أشعر
أن للون الأبيض هيبة
إلا حين ارتدته أمي
عند رحيلها
نفس الألم
الذي كان بحنجرتي
وقت موتك
لازال إلى الآن يؤلمني
أقسم لكِ أنه يولمني كثيرا،
اشتقت لك يا أمي
تبقى موجودة وإن غابت
كم اشتاق للدعاء بصوتها
عيدٌ لستِ فيه لأعيد