سميرة عيد
شيءٌ ما مزّق ذاكرتي ،
عبرَتْني الأضواءُ الباهتة ،
جاءَ الرّبيع مُرّاً، ميْت الألوانِ.
قد صار يُعوزُني الكلام ،
وكأنّ إعصاراً اجتاح مخيلتي
أضاع منها كل الأبجديات !
في حارة أفكاري ، اتّسعتِ الشّوارع
وخفَتَ صوتُ الباعةِ..
ثرثراتُ المصابيح ،
وتلك العصافيرُ نبضي الّذي لا ينطفىء.
أين مواقدُ الكلماتِ؟!
وبخور ُصوتِك في مسمعي ..؟!
كنتُ أمضغُ بُكائي ، وأنا أفاوض النّور ،
أعجُنُه بماءِ انتظاري،
فيقذفُني في شَرَك الظّنون .
أَلأنّني كرْمٌ تفيض ُ ظلالُه ؟!
نسجتَ من أفيائهِ خيمةَ الهروب !
أم أنّ اسمي طوفانُ شذاً
ضاقتْ به رئتاك؟!
أتذكُرُ أيُّها المتراكمُ في نبضي!
المنسيُّ في هدبي حضنَ المواويل ،
وقطع الليل المتناثرة في حديقة الكلام ؟!
أتذكُرُ كم صقيعاً هزمْنا !
وكم جنوناً مارسْنا !
وكم دمعاً مضغنا !
ضحكنا ، صمَتْنا ،
كم حلماً لبسنا..!
أنا الآن وحدي
أرتدي حزني ،
ألملم أحاديثَ الدّروب،
صُبحي مكسورُ الضّياء
لاشعرَ، لاغسقَ..
أمسحُ وجعي بمنديل شوقي
تستغرقني الأحلامُ
أحنّ إلى بعضي بل إلى كلّي
وكأنني وإياك نايٌ أضاع لحنه…