عبد الرسول الاسدي
يعجز اللسان ويتوقف القلم عن البوح حين نقف عند ذكر العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام ، هذا الاسد المغوار وارث الغيرة العلوية والحمية المحمدية والشجاعة الهاشمية عن هذه الاسماء المقدسة ، فابى الا ان يكون جنديا في معسكر الحسين حاملا للواء يوم الطف ومقدما نفسه الابية على مذبح الشهادة والفداء لابي الاحرار.
ولان الحديث عن فداء ووفاء ابي الفضل عليه السلام يطول ولا يقصر ويستمر ولا ينتهي لانك ما ان تبدا بماثرة حتى لا تنتهي الا عند سلسلة طويلة غيرها من مكامن ودرر لا تعد ولا تحصى .فكل تضحياته عليه السلام لم تكن لترضيه رغم الجهاد البالغ حدّه، حتّى راقه أن يفوز بتجهيز المجاهدين في ذلك المأزق الحرج، والدعوة إلى السعادة الخالدة في رضوان اللّه الأكبر، وأن يحظى بأُجور الصابرين، على ما يَلمّ به من المصاب بفقد الأحبة، فدعا أُخوته من أُمه وأبيه وهم عبد اللّه، وجعفر، وعثمان وقال لهم: تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله. فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم، حيث لم يألوا جهداً في الذبّ عن قدس الدين، حتّى قضوا كراماً متلفّعين بدم الشهادة .
ثم لم يلحق به الا وقد سقى لمعسكر الحسين واطفا ضما العيال وذاد عن حرم رسول الله فكانت تنكسر بين يديه العساكر وتتخاذل الفرسان ومع ذلك فهو لم يجهز على جريح او متراجع او خائف او متخاذل بل كان فارسا لا يواجه الا الفرسان فيصرعهم والابطال فيجندلهم …كرار غير فرار على مدرسة ابي الحسن عليه السلام الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين بطل بدر وحنين .
لقد استشهد ابو الفضل وهو لما يتجاوز الرابعة والثلاثين من العمر في ريعان الشباب وقمة البطولة والفتوة وهو يمسك بحبل الله المتين وعروته الوثقى في الذود عن ذلك المنهج الثابت والدين الراسخ والعقيدة التي لا تلين دون ان يستمع لمحاولات الاعداء في ترهيبه او ترغيبه .
هذا الثبات والبذل والايثار والتضحية هي ما يجب ان نتعلمه من هذا الرجل العظيم الذي علمنا مالم نعلم من الفروسية الا تلك التي فقدناها يوم ودعنا صاحب الغدير ، فالسلام على العباس بطل المشرعة وحامل اللواء وفارس الاسلام وحامي حمى حرائر ال بيت محمد ورحمة الله وبركاته .