قاسم الياس
يعتبر الحادي والعشرين من شهر اذار ، يوما مميزا من ايام السنة ، فهو لدى الكثيرين الحد الفاصل بين فصلي الشتاء والربيع ، ويسمى ( يوم الانقلاب الربيعي ) ، وما يمييز هذا اليوم ويجعل له خصوصية فريدة ، وخاصة في العراق وايران وبعض دول الشرق ، انه يعد عيدا وطنيا للكثير من الشعوب القديمة والحديثة ، ولاسباب تختلف باختلاف نشأت وعقيدة تلك الشعوب ، التي جعلت له مسميات كثيرة تعبر عن ثقافتها وتقاليدها . فقد احتفل العراقيون القدماء بهذا اليوم واطلقوا عليه تسميات متعددة ، فكان السومريون اول من احتفل به ، فاطلقوا عليه اسم ( زكموك ) ، واعتبره البابليون والاشوريون عيدا لراس السنة واسموه ( اكيتو ) ، واستمر هذا الاحتفال قرون طويلة ، حتى سقوط بابل على يد الفرس سنة ( ٥٣٧ ) قبل الميلاد ، فاقتبس الفرس هذا العيد من ( الميديين ) وهم احدى جذور الشعب الكردي في ايران ، واطلقوا عليه اسم ( نوروز ) والذي يعني يوم ( التفتح والتجدد ) ، وقد يتفق المسلمين والمسيحيين والايزيديين على تسمية واحدة لهذا اليوم حيث يسمى ( عيد خضر الياس ) اما في شمال العراق فيحتفل الشعب الكردي بعيد نوروز وهو ذات الاسم الذي استخدمه الفرس ، لاحياء ذكرى انتصار ( كاوه الحداد ) على الملك الطاغية في الاسطورة الكردية المعروفة .
ولا يقتصر هذا الاحتفال على شمال العراق فحسب ، انما يشمل انحاء مختلفة من بلدنا الحبيب ، وله تسميات مختلفة فيسمى مثلا ( يوم المحية ) ويسمى ( يوم الكسلة ) كما في البصرة و ( دورة السنة )و (يوم الخضر ) نسبة الى الشخصية الاسلامية المعروفة التي يرتبط اسمها بالخلود والخصبة والخضرة .
وفي العموم عُرف هذا اليوم في العرف الاجتماعي وعلى مستوى العراق كافة بإسم ( عيد الشجرة ) واعتبر عطلة رسمية في جميع انحاء العراق . حيث تخرج العوائل الى الساحات العامة والغابات واماكن الاصطياف ، وخاصة في شمالنا الحبيب ، باحثة عن الخضرة والماء والهواء النقي ، حيث الساحات الخضراء ، والدبكات الكردية المعروفة التي تبعث ارتياحا نفسيا كبيرا ، وتولد الاحساس بالحب والمتعة والحيوية والدفىء .. وكل ربيع وعراقنا الحبيب ينعم بالعز والامن والامان ..