عبد القادر بن محمد
الجزائر
قد يختلف فهمنا للحقائق كما تختلف ارؤنا حول ذلك باختلاف الزوايا التي ينظر منها كل إنسان والنوايا التي تحرك نظر كل واحد منا و لا يمكن أن ننظر إلى زوايا المربع كلها لحظة واحدة و إنما نستطيع ان ننظر إلى كل زاوية على جانب ثم بالجمع بين جميع الزوايا ليتضح الفهم الصحيح للفكرة المطروحة و يتوسع مدار الفهم وتتصح صورة الحقيقة الكاملة …فالبعض منا يفهم الحرية بعد ربطها بالاستعباد بالتحرر إذا تعلق الامر بالاستعمار او بالتغلب على ظروف الحياة بالتحايل و التسلط أوالخروج عن حدود المجتمع بالتمرد على القيم و المبادىء أوالانسلاخ عن اصوله بالتمظهر والتنكر و إن شعر بالحرية اذا أدرك ما حقق من خلال فهمه للحرية فهو مستعبد لأنه لا يملك السلطة على نفسه فهو مملوك لما حرره و عتقه لذلك فالحربة الحقيقية هي ان يكون الإنسان نفسه مهما كان غنيا او فقيرا ..قويا او ضعيفا ..جميلا أوقببحا فقبول النفس كما هي دون تكلف او شفاء هي جوهر الحرية المفقود و بذلك تتحقق السعادة بعد ان يشعر الانسان بانه حر مادام يمتلك نفسه فهو قادر على السيطرة عليها و شد لجام غريزتها و الحد من شهوتها بما يقتضيه الجهد و تفرضه الحاجة بالتوازي بين الرغبة والارادة . انطلاقا من قوله تعالى « لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت « فالكسب بالقدرة ..و الاكتساب بالرغبة و إن طغى جانب على آخر كان الشقاء الذي يفسد السعادة ويعيق حرية الشخص …