عبد الرسول الاسدي
يستنفر المجتمع العراقي في كل عام ابان شهر محرم الحرام لان الواقعة مزلزلة ولان الثورة الحسينية ما تزال حية يقظة قد تستولد فعلا ثائرا جديدا ، وقد شهدنا كيف ان الانظمة الاستبدادية جميعا منذ الطف كات تستحضر كل ادوات الحذر والبطش في هذه الايام المباركة خشية ان يقوم المجتمع بانقلاب ما على الواقع ويغير بوصلته ويعدل المعوج من نظامه.
هي ثورة كتب الله لها ان تستمر لتزلزل عروش الطغاة وتعبث بكل مفاهيم الاستلاب والاستسلام الى شكل معاصر جديد من الفعل القادر المقاوم والحيوي والمضاد للانكسار . لقد كان الاعلام حاضرا في هذه الثورة بشكله الاوضح وهي في اوجها ويكفينا سيدتنا زينب عليها السلام وخطبتها المجلجة في محافل ومجالس الطغاة وهي تستعرض الخير والشر وترد الصاع صاعين حتى قلبت كل المفاهيم وتسببت بازمات كبرى في داخل البلاط الحاكم الظالم نفسه .
فالاعلام الحسيني حاضر ويقض ومتجذر لكنه دوما يحتاج الى ضابط ايقاع يحوله من الشكل التراجيدي الحزين الى الثائر القادر لان الحسين عليه السلام حين اعلهنا صراحة انه لم يخرج اشرا ولا بطرا ، انما لطلب الاصلاح في امة جده عليه السلام حدد هدفا لهذه الثورة واضحا ودقيقا جدا .
لهذا فالاعلام المهني هو الذي ينجح في ترجمة هذه الرسالة التي ماتزال حية رغم تتابع القرون وتواليها على الامة ، الى حراك واعي يقلب الموازين ويسهم في ازاحة البوصلة باتجاه الاصلاح منهجا وواقعا .
نحن في امس الحاجة اليوم لان ننقل الواقع وكل اشكالاته ونضعه على قالب الثورة الحسينية ومبادئها الاصلاحية انطلاقا من الدستور وتماشيا مع القانون وانسجاما مع روح العصر ، فليس هناك سلاح امضى من الكلمة وليس هناك قوة ردع مثل ان تكون ممسكا بزمام المبادرة في القدرة على استعراض الحقائق وكشفها وان تكون لسان حال الجماهير الحاضر في كل تفصيلة ومنعطف.
نحن في الشرق كان لنا شرف تلبية الدعوة الحسينية بان نكون مصلحين وننادي بكل القضايا التي تمس المجتمع والاسرة الصحفية بل وفتحنا جبهات وخضنا حروبا ناعمة وساخنة من اجل ان يكون لفعل الثورة اثر فينا وقدرة على التغيير وامكانية ان نستلهم الدروس والعبر لتحويلها الى غد مشرق تنال فيه الحقوق وتلبى الغايات . فالحسين علمنا ان ننتصر بدمائنا على السيف مهما كان حادا وقويا وفتاكا لان من يملك الايمان بالقضية ينتصر على كل التحديات والمصاعب والاخطار .