عباس مالية
استهلك المصريون الكثير من وقتهم ومالهم في بناء مقابرهم وترتيبها ، وذلك يعود لعقائدهم الخاصة بالحياة بعد الموت ، ووضعوا المستلزمات التي كانوا يستعملونها في حياتهم مع الموتى ودفنوا معهم اسلحتهم واواني الطعام والشراب، ، وحرص المصريون على بناء هيكل فوق سطح الارض ، وكانوا يدفنون الميت تحتها ، اعتقادا منهم ان روح الميت تخرج لزيارة الهيكل ، وكان اقارب الموتى يتركون المآكل والمشرب في الهيكل لتجدها الروح ، والاهرامات لازالت شاخصة مثل الصخور العاتية ، وتفنن المصريون ايضا في التحنيط لاعتقادهم بأهمية الجسد في الحياة الاخرى ،وهكذا انفقوا الاموال الطائلة لتأمين اجساد الموتى استعداد للحياة بعد الموت ، وعبد المصريون آلهة كثيرة الا ان اهمها أوزيريس الذي لم يقهره الموت و(رع) كأعظم الهة للأحياء ، ويعد الهرم الكبير من عجائب الدنيا ويبعد عن القاهرة 28كم ، وبني ليكون قبرا لخوفو ، والمبنى مبنيٌ بكتل من الحجر الجيري يبلغ عددها 2،300،000حجرا ، ويبلغ متوسط وزن كل حجر طنان ونصف ،ويبلغ طول ضلع الهرم عند قاعدته 756قدما ،ويبلغ ارتفاعه 481قدما وللهرم اربعة جوانب كل منها يبلغ 755قدما ، وقيل : ان اكثر من مائة الف عامل عملوا في بنائه مدة عشرين عاما ، ولا جدال في ان مثل الاثر العظيم قد تم بعقلية جبارة ،فليس من السهل على اي حاكم او ملك اطعام مائة الف عامل وتنظيم اعمالهم بدقة متناهية ، والى يمين الهرم الكبير شيد هرم الملك خفرع الذي يصغره قليلا ، وافضل من وصف الاهرامات من الرحالة هو عبداللطيف البغدادي الذي انهى كتابه المسمى كتاب الافادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر سنة 600هـ ، وذكر عبد اللطيف البغدادي انه اقتصر على ذكر اعجب ما شاهده ، ووصف ان الاهرام الثلاثة موضوعة على خط مستقيم وبينها مسافات يسيرة بزواياها متقابلة نحو الشرق ،وقال ان اثنين منها بقدر واحد من الارتفاع بشكل تقريبي وبانهما مبنيان بالحجارة البيضاء ، وذكر الثالث بانه ينقص عنهما بقدر الربع ومبنى بحجارة الصوان الاحمر ، وذكر عبداللطيف ان الاهرام مبنية بحجارة جافية طول الحجر منها ما بين عشرة اذرع الى عشرين ذراع وسمكه ما بين ذراعين الى ثلاث وعرضه نحو ذلك ، وتعجب من دقة وضع الحجر بهندام ليس في الامكان اصح منه بحيث لا تجد بينهما مدخل ابرة ولا خلل شعرة ، وذكر ايضا ان عند الاهرام بأكثر من سهم صورة رأس وعنق بارزة من الارض في غاية العظم ، يسميه الناس ابو الهول ، وذكر ايضا ان اهل مصر يعتقدون ان جثة ابو الهول مدفونة تحت الارض بالنسبة الى رأسه نحو سبعين ذراعا ، وقياس الذراع عنده نحو 52،32سم