د. سمير باكير
حتى اليوم مايزال بايدن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بينما كانت أي خطة لوقف إطلاق النار تقابل في السابق بالفيتو الأميركي، ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل لا تقبل بوقف إطلاق النار.
أدركت أمريكا وفرنسا أخيرا أنه إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة؛ عملياً، لن يتم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وهذا ما قاله حزب الله وغيره مراراً.
ومن ناحية أخرى، تعلن إسرائيل أنها ستنهي العمليات العسكرية في رفح خلال أسبوعين ثم ستتجه إلى الشمال. لكن الحرب في جنوب لبنان تكلف الكثير. اذ تعلم اسرائيل ان اوضاعها لا تسمح بفتح جبهة جديدة في الشمال.
لهذا نراهم مستميتين للبحث عن طريقة للخروج من هذا المستنقع، لا سيما انه في الآونة الاخيرة، تم تشويه صورة إسرائيل وتدميرها امام العلن. لقد ثار الرأي العام في جميع أنحاء العالم ضد هذا الكيان، ناهيك عن المؤسسات الدولية والقانونية.
في المقابل، تلعب المقاومة معهم لعبة ذكية. هذه اللعبة حذرة وعقلانية للغاية. لقد خلقت عملية هدهد التي قام بها حزب الله مستوى آخر من الردع.
ولم تصل إسرائيل قط إلى هذا المستوى من اليأس والفشل في تاريخها، إن المجتمع الداخلي في إسرائيل ينكسر وينهار. والسؤال المهم بالنسبة لإسرائيل هو: هل هذه هي النهاية؟ هناك رأيان في إسرائيل اليوم: الأول، المعارضة التي تريد إطلاق سراح الأسرى ومن ثم استمرار الحرب؟ ثانياً، يريد نتنياهو مواصلة الحرب ومواصلة مسلسل القتل الوحشي.
بشكل عام، النقطة المشتركة بين جميع التيارات في إسرائيل هي الحرب.
ولكن بعد المذبحة الهائلة التي وقعت في غزة، لم يعد المجتمع الدولي قادراً على تحمل جبهة حرب جديدة ويريد وقف إطلاق النار، بعد كل هذه المسوغات، هل من الممكن ان يتجرأ الكيان الصهيوني على فتح جبهة جديدة في لبنان؟
الجواب هو لا، يختلف الوضع الجيوسياسي في لبنان كثيرًا عن الوضع في غزة، فتضاريس لبنان ذات طبيعة جبلية بينما غزة مسطحة وصحراء. كما ان حزب الله أقوى بكثير من حماس ويحظى بدعم كامل من محور المقاومة، وهذا يعني ان الحرب على لبنان ستتحول إلى حرب إقليمية. ولذلك ربما يكون السؤال الخطير بالنسبة لإسرائيل هو ما إذا كان الوقت مناسباً الآن لشن حرب على لبنان؟ يوضح هذا السؤال أنه في هذا الوقت بالذات الإسرائيليون بحاجة إلى مزيد من الاتفاقيات السياسية.