عبد الرسول الاسدي
قلت: إبتسم، يكفيك أنّك لم تزل حيّاً،
ولست من الأحبة مُعدما!
قال: اللّيالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مُرنّماً
طرح الكآبة جانباً وترنّما
أتُراك تغنم بالتّبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مَغنما؟
لعل هذه الأبيات تختصر الكثير من الإشكاليات المعاصرة التي نعيشها اليوم وتلقي بظلالها علينا شرقا وغربا وفي طلعيتها غياب الهدف والجدوى الذي يعد واحدا من أبرز المحبطات في حياتنا المعاصرة .
عاشر وصادق وإعمل وكن قريبا للمتفائلين الذين يزرعون دربك مسافات من نقاء ويحيطون بك ببساتين من عافية التفاؤل وابتعد عن أولئك الذين يورثونا الألم والحزن والإحباط.
كن الأقرب الى من يشبهك ومن يؤمن بسطوة الحب ويطمح الى التكامل مع الآخر لا التنافر المدقع معه.
ولعل الشاعر الكبير البردوني قد حذر مرارا من الوقوع ضحية الندم والحسرة لتضييع من نحب فيفوت الأوان دون أن نفقه مرارة التفاصيل التي تحيط بنا نتيجة الإهمال .
و كم بكيت من الحبّ العميق إلى
أن ذاب دمعا فصرت اليوم أبكيه
و كم شدوت بواديه الوريف و كم
أفعمت كأس القوافي من معانيه
و كم أهاب بأوتاري و ألهمني
و كم شربت الأغاني البيض من فيه
و اليوم واريت حبّي و التفتّ إلى
ضريحة أسأل الذكرى و أنعيه