كلما تشكلت حكومة جديدة
أكد رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم أنه لا يمكن لأي حكومة تنفيذية أن تعمل من دون إسناد سياسي وبرلماني فاعل، فيما أشار إلى أنه ليس من الصحيح البدء من الصفر كلما تشكلت حكومة جديدة.
وقال الحكيم في الحفل التأبيني الرسمي «بمناسبة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم»، إنه «لا يمكن لأي حكومة تنفيذية أن تعمل من دون إسناد سياسي وبرلماني فاعل ومؤثر، ولا يمكن أيضا لأي سلطة تشريعية أن تراقب وتصحح من دون تفاعل وتعاون حكومي متزن».
وأضاف: «جميعنا في مركب واحد.. وجميعنا ستُقيّمه أقلام التاريخ ودفاتر الوطن، وإذا لم نتوحد في مواجهة التحديات.. فلن يصمد نظامنا السياسي طويلاً ، وسيتعرض الى هزات أعنف مما تعرض له طيلة العشرين عاما».
ولفت إلى أنه «في ظل التجربة السياسية وما آلت إليه الأمور من نضج سياسي وتراكم في تجارب المسار الديمقراطي، أصبح التفكير بإعادة النظر في بعض المواد الدستورية أمرا جديا وضروريا ولابد من التوقف عنده، لاسيما وبلدنا يعاني من بعض المشاكل البنيوية بين فواعله السياسية، التي أصبحت مدخلا للخلاف والتناحر».
وأشار إلى أن «اللجوء المستمر إلى تفسير بعض المواد الدستورية مع كل دورة انتخابية ومرحلة سياسية.. قد أوجد التزاما آخراً يضاف الى الالتزام بعلوية الدستور.. وهو من الأمور التي تسبب إضعاف الثقة والمصداقية بين الفرقاء والشركاء على حد سواء، فما زلنا نفتقر الى نظام انتخابي عادل وموحد.. غير خاضع لأمزجة الرياح السياسية وتقلباتها».
وأردف بالقول: «وما زلنا نفتقر إلى حسم آليات العلاقة الاتحادية والفيدرالية وتطبيقاتها العملية بين الحكومة الاتحادية وبين إقليم كردستان، ولا يمكن القبول بجعلها في مهب التصفيات والتدخلات الخارجية، وما زلنا نفتقر أيضاً إلى وجود عقيدة عسكرية موحدة وإن كانت متنوعة في مفاصلها الأمنية».وشدد بالقول: «لابد من مغادرة لغة التشكيك في ولاءات مؤسساتنا العسكرية والأمنية.. ويجب أن ننشغل في تطوير واحترافية هذا التنوع وإدارته بفلسفة وطنية خالصة، وما زلنا نفتقر الى سياسة ردم الهوة وفجوة الثقة بين الحكومة والشعب».
وواصل حديثه: «إن ما يميز أزمتنا الاقتصادية هو أن حلولها داخلية بالدرجة الأساس وليست خارجية.. ولا نحتاج الى تعاون أو تدخل خارجي كبير لحلها.. فكل ما نحتاجه هو تشخيص دقيق لأولويات المعالجة والإصرار والصبر على تحقيق الأهداف المرجوة».
وتابع، أنه «ليس من الصحيح أن نبدأ من الصفر كلما تشكلت حكومة جديدة، وليس من الصحيح أن تنشغل الحكومة بالإجراءات الوقتية (مهما كانت ضرورية) على حساب المشاريع الاستراتيجية التي تشترك في إنجازها الحكومات المتعاقبة، لتركز كل حكومة على مجال محدد ذي أولوية قصوى تنجزه خلال دورتها التنفيذية، وتهيئ في الوقت ذاته البنية السليمة والمراحل المتعاقبة للمشاريع الكبيرة الأخرى، بتلك الفلسفة نستطيع أن نُنجز.. ونستطيع أن نواجه الأزمات بروح المسؤولية المشتركة».
وأضاف: «نحن بحاجة الى ثورة اجتماعية كبيرة ومتسقة بين الحكومة وبين الشعب.. وبين جميع المؤسسات التربوية والإعلامية والمجتمعية.. نحتاج الى استراتيجية واضحة المعالم والأهداف والتوقيتات لإحداث نقلة مجتمعية وثقافية تتناسب مع هدف الإصلاح والتطوير الذي نرتضيه لنظامنا السياسي والمجتمعي في العراق».
وختم قائلاً: «وهو ما يحتاج الى تركيز حكومي وبرلماني في تطوير البنية التعليمية والتربوية في البلاد.. لدينا جيل سياسي وُلد مع اليوم الأول للتغيير في العراق عام ٢٠٠٣، وعلينا أن نسأل أنفسنا جميعا: هل انتبهنا جيداً لما يتطلبه هذا الجيل ولطريقة تفكيره .. ولما يحصنه من تشويش الدخلاء وأعداء البلد».