عبد الرسول الاسدي
ديمقراطية المال والتشكيك التافهة
هي الإنتخابات الأكثر شهرة في العالم والأشدها تشكيكا في التاريخ والذي وصل الى حد أن غالبية عظمى من الأمريكان ( وفق أحدث إستطلاعات الرأي ) يعتقدون ان نتائجها عرضة للتزييف وان المال يلعب دورا كبيرا في حسم نتائجها وليس البرامج والأنشطة والترويج .
وإذا كان الشعب الأمريكي نفسه يشعر بالتشكيك وعدم الرضا عن الديمقراطية الأمريكية فان الكثير من المراقبين والإعلاميين والساسة يشاطرون مواطني الدولة التي تدعي أنها المدافع الأول عن الديمقراطية سؤالا مهما : لماذا يتنافس مرشحان فقط على الرئاسة أحدهما ديمقراطي والآخر جمهوري ولا تتاح الفرصة لآخرين من المستقلين أو من أحزاب ناشئة أخرى بالدخول في ماراثون السباق الإنتخابي ؟
الإجابة الجاهزة تقول أن المال الذي ينفق في الدعايات الإنتخابية لصالح مرشحي الحزبين يعادل ميزانيات دول ولهذا لا يمكن لأي مرشح مستقل أن يفوز حتى لو حاول ذلك وحظي بالتأييد والمقبولية الشعبية .
وحين نتحدث عن الأموال التي تدفع لصالح أي من المرشحين فنحن نتحدث عن أرقام فلكية لا سقوف محددة لها يدفعها أصحاب رؤوس الأموال وشركات الأسلحة والمافيات وشركات التكنولوجيا وغيرها وهؤلاء هم من يحدد بوصلة الرئيس الأمريكي القادم بل وتوجهاته طيلة فترة ولايته بل ويرسمون له الخطوط العريضة في قرارات السلم والحرب والتجارة وغيرها .
من يتابع ما يجري في حملة هاريس وترامب يدرك المستوى الوضيع الذي بلغته ديمقراطية أمريكا العجوز وكيف أصبحت تنطوي على إستخدام العبارات النابية بحق الخصم أو حتى محاولة إغتياله أو تاليب الجمهور عليه أو تخوينه وهي مظاهر تخطت كل المألوف والمعهود في التجارب العالمية المشابهة .
فبايدن يصف جمهور ترامب بأنهم ليسوا رجالا والأخير يصف كامالا هاريس بأنها عاهرة ( وعذرا على المفردة ) وهكذا لنا أن نتخيل الأجواء التنافسية التي يفترض ان تكون ديمقراطية تحكمها البرامج وليس الشتائم والتوجهات وليس رؤوس الأموال .
هذا التنافس القذر وصل الى داعمي المتنافسين ليتصدر ايلون ماسك منصات التواصل الإجتماعي وهو يدلي بتصريحات لا يمكن ان نذكرها لقبحها بحق بايدن وجمهوره وغيرها كثير .
في المجمل فان الساعات القادمة ستحسم الجدل بشأن أي من المرشحين سيفوز لكنه في جميع الأحوال لا يمكن أن يأتي بخير لأن العرب والمسلمين إكتشفوا أن الجمهوريين والديمقراطيين كلاهما اسوأ من الآخر .