عبد الرسول الاسدي
طالبنا في العدد السابق من صحيفة الشرق بضرورة التحرك السريع لتقصي الحقائق حيال تلوث الهواء بشكل غير معقول في العاصمة بغداد وشددنا خلال تصريحنا على ضرورة تبيان الاسباب الحقيقية ثم الشروع في اتخاذ اجراءات حاسمة وسريعة واستثنائية لايقاف التلوث الذي شكل سحبا ضبابية عملاقة من روائح الكبريت في العاصمة لايام عدة دون صدور اي توضيحات من الجهات المختصة عن الاسباب الحقيقية وراء ما يحدث .
الاستجابة السريعة جاءت من قبل رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني مشكورا والذي التفت الى مناشداتنا ومانشرته وسائل الاعلام ، ووجه بتشكيل لجنة عليا متخصصة لمتابعة الموضوع واسبابه ومعالجاته على ان تقدم توصياتها خلال يومين فقط .
سرعة الاستجابة والاختصاص الرفيع للجنة يشي بالاهمية القصوى للمشكلة وتحرك الحكومة العاجل لاحتوائها وتقليل اضرارها لان اللجنة نوعية يرأسها مستشار وزارة البيئة، وتضم في عضويتها كل من مستشار وزارة النفط وممثلين عن وزارة الكهرباء، والوكيل الفني لأمانة بغداد، ومدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الوسطى ونحن نعتقد ان جميع الجهات ذات العلاقة ممثلة في اللجنة، وسيكون بامكانها تقديم الايضاحات والبيانات بخصوص اسباب ما يحدث وطريقة تلافيه.
فوفقا لمختصين في مرصد( العراق الأخضر) المتخصص بشؤون البيئة،فان اسباب رائحة الكبريت تعود لاستخدام وقود عالي الكبريت في محطات توليد الكهرباء وهو الامر الذي ننتظر تاكيد الجهات المختصة بشانه والبدائل لذلك.
لكن المرصد المذكور قرع ناقوس الخطر حين اعلن ان هواء العاصمة بغداد بات محمّلاً بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن،
لان نسبة التلوث في عاصمتنا الحبيبة قد بلغت 515% وهي الاعلى في تاريخ العاصمة بل ويجعلها الاكثر تلوثا في العالم.
نعم ان ناقوس الخطر ينذر بامراض تنفسية كثيرة وهو ما حذرنا مرارا منه في ظل غياب الاحزمة الخضراء والغطاء الخضري وخطط التشجير في عاصمتنا الحبيبة التي تتجول فيها مئات الالاف من السيارات يوميا ويحرق فيها وقود المولدات والمعامل ومحطات الطاقة في ظل كثافة سكانية كبيرة .
نعم دولة رئيس الوزراء نحتاج الى حلول سريعة واجبة التنفيذ وبلا تاخير مع خطط عاجلة للتنفيذ واخرى تنفذ وفق مراحل لتحويل العاصمة الى مدينة للحياة الصحية بعيدا عن الملوثات.