أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، على ضرورة مواجهة التطرف الديني والإرهاب ومحاربة أسبابه.
وقال السيد الحكيم في نص كلمته في الدورة الخاصة بالتطرف الديني والإرهاب في أفريقيا وآسيا التي أقامتها منظمة الأديان الدولية في جنيف 2024 «أرجو أن تـثمر هـذه الـندوة بـتوصـیات فـاعـلة لـمعالـجة أخـطر الـمظاهـر والآفـات الـفكریـة الـتي تهـدد حـیاة الإنـسان وآمـن الـشعوب.. كيف لا؟ وهو الـتطرف الـذي یـغذي الـكراهـیة والـتمییز بـین الإنـسان وأخـیه الإنسان».
وبين ان «هذا الـتمییز الذي نهـى عـنه إسـلامـنا الـحنیف.. وخـیر مـصداق لـذلـك كـلام الإمـام عـلي بـن أبـي طـالـب (ع) فـي رسـالـته لمالك الأشتر حين ولّاه مصر أبان سنوات حـكمه بقوله .. «وأشـعر قـلبك الـرحـمة لـلرعـیة، والـمحبة لـهم، والـلطف بـهم، ولا تـكونـن عـلیهم سـبعا ضـاریـا تـغتنم أكـلهم فـإنـهم صـنفان: إمـا أخ لـك فـي الـدیـن أو نـظیر لـك فـي الخـلق فـأعـطهم مـن عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن یعطیك ه من عفوه وصفحه».
وأضاف «حـتى الـذیـن یـختلفون مـعنا فـي الـدیـن والـعقیدة، یـوصـینا الإسـلام في الـقران الـكریـم بـالـتودد إلـیهم وبـناء عـلاقـات الـتعایـش السـلمي مـعهم.. یـقول الله تـعالـى «لایَـنْهاكُـمُ اللَّه عَـنِ الذِیـنَ لَـمْ یُـقَاتِـلوُكُـمْ فِـي الدیـنِ وَلَـمْ یُخْـرِجُـوكُـمْ مِنْ دِیَارِكُمْ أنْ تَبَروهُمْ وَتُقْسِطُوا إلِیْهِمْ إنِ الله یُحِب الْمُقْسِطِینَ».
وبين إن «الـتطرف والإرهـاب والـكراهـیة والـتمییز بـین الـشعوب.. مـفاهـیم منحـرفـة لا دیـن لـها .. وهـي مـرتـبطة ارتـباطـاً وثـیقاً بـظروف وأدبيات بـیئة ثقافية واقـتصادیـة وسـیاسـیة محددة .. ومـن الخـطأ الجسـیم أن نـنظر إلـیها بـمعزل عـن جذورها الحقیقیة التي تتغذى على تلك الظروف أینما حلت في أي مكان من العالم.
وأشار السيد الحكيم الى ان «الـتاریـخ يعج بـمآسـي الـتطرف والإرهـاب والـتمییز الـعنصري.. والأمـر لا یـقتصر عـلى مـنطقة جـغرافـیة فـي الـعالـم .. فقد عانت أوروبا والامريكيتان عـقوداً طـویـلة مـن ویـلات الـتطرف والـتمییز الـعنصري عـلى حـساب اللون والجنس والعرق.. وما زالت تعاني من آثارها الثقافیة والفكریة إلى یومنا هذا.
وشدد على ان «لامـعالـجة للتطرف في العالم مـن دون تـشخیص الأسـباب الـتي تـغذيه .. وحـینما تتحدد الأسباب الحقیقیة سیتمكن العالم بتعاون مؤسساته المعنیة ، من المواجهة والمكافحة المنهجیة .. ومن الخـطر الـكبیر أن نـلحق الـتطرف بـدیـن مـعین.. أو نـحصره بجـماعـة أو جـهة مـعینة.. الأسـباب الـموضـوعـیة هـي الـتي تخـلق الـفكر المنحـرف والـمتطرف.. والـجهات المسـتفیدة هي التي تـعمل عـلى إذكـاء تـلك الأفـكار وتؤججها فـي الوقت الذي تختاره وفقاً لمصالحها وأغراضها الخبیثة.