عبد الرسول الاسدي
ذات يوم قال أحمد نديم الذي ترأس إحدى الصحف القاهرية أن الصحافة هي الجند الباسل الذي يهاجم ويدافع … غير أنه جند سلام لا جند حسام.
ولا حسام أمضى من القلم في قدرته الفائقة على سبر أغوار الحقيقة والوصول الى مفترقات طريقها في كل مجتمع وأينما تكون للحقيقة ساحة .
نحن في الشرق نؤمن بأن المعركة ضد الباطل متشعبة وتحتاج في ماراثونها الى أدوات مصقولة معرفيا وماهرة في قدرتها على الإفادة من رداء المهنية لتكون أقدر على الوثوب الى المستوى الآخر من المعرفة والإنقياد لتفاصيل اللحظة الواقعية بكل دقتها وأناقة موضوعيتها .
في المنازلات التي عاصرناها سواء على الساحة المحلية أو الإقليمية والدولية لم نكسر أقلامنا مرتدعين ولم نكن من المنشغلين بالسفاسف على طريقة ( يشغلونك ببائع الحليب وبائع العدس وبائع اللوبيا حتى تنسى بائع الوطن)
فبضاعتنا المزجاة هي الكلمة الصادقة والموقف المحوري الذي لا يجامل ولا يداهن ولا يقف عند حافة الصمت حين تشتد الخطوب ويكون الوقوف على التل ليس هو الأسلم بل نهاية تاريخ وهوية وإنتماء .
لم نقف على التل لنتفرج على الوطن وهو يحترق أو الإقليم وهو يخوض حروبه العاتية بل كنا الريح التي تتحدى أشجار المستحيل لنكون عند مشارف الوصول بأمان الى الضفة الأصدق .
وقبل أيام قرأت في أحد التقارير الغربية أن مجاميع من المدونين الغربيين رفضوا كل مغريات إسرائيل لتزييف الحقيقة ونقل المجازر التي ترتكب في غزة بشكل معكوس ولم يكونوا عربا أو مسلمين بل كانوا يملكون ما يكفي من الضمير لإحترام الكلمة والموقف ومعيار الصدق.
ونحن هنا نرفع القبعة لكل أولئك الثابتين في الميدان من صحافة وإعلام لنقل الحقيقة من غزة رغم كل المصاعب والتضحيات الصعبة والأخطار التي تواجههم وعوائلهم .