عبد الرسول الاسدي
تعاني وسائل الإعلام الغربية ومنها الولايات المتحدة الأمريكية مما يسمى (أزمة المصداقية) بسبب إحساس الجمهور بأن المراسلين يهتمون بالحصول على قصة حية أكثر من معاملة الناس بإعتدال، ويرجع هذا إلى الإفراط في تناول هذه الخاصية التي تركز عليها وسائل الإعلام المطبوعة.
فمنح المصداقية والثقة بمصادر الأخبار ينطوي على سلبيات حرصنا دوما على التخلص منها وتحذير الزملاء من نتائج الوقوع فيها والتي تكمن في إستغلال الثقة التي يمنحها الجمهور للمصدر الاخباري ما يسمح بتمرير إنتقادات شخصية تبدر من الكاتب أو المحرر أو المراسل ربما دون أن يكون مسؤولا عن إتهاماته بإعتبار أن المؤسسة بما تملك من مصداقية وثقة هي التي تتبنى هذا النهج .
ولطالما وقعت الكثير من المؤسسات الإعلامية الزميلة والحبيبة ضحية جدالات وإشكالات كبيرة لم تتوقف عند المقاضاة أو غيرها بل تعدتها الى فقدان الجمهور الثقة بها بسبب تبنيها لإتهامات زائفة أو تخلو من المصداقية تجاه جهات أو أشخاص .
نعم نحن نفتح الآفاق الواسعة للصحفيين في الحصول على المعلومات التي ربما تكون غير متوفرة في المواقع الأخبارية وقد حققنا السبق الصحفي في أكثر من مناسبة والشهود كثيرة لعل أصدقها تلك الأخبار التي
زودنا بها وكالات ومواقع أخبارية تعمل بشكل آني وتم إعتمادها حصريا من قبلها لثقتها الكبيرة بأن مؤسستنا لا تتبنى معيارا أهم من المصداقية.
فالضمير عند الغزالي هو ( صوت ينبعث من أعماق الصدور، آمراً بالخير أو ناهياً عن الشر، وأن لم يرج مثوبة أو يخشى عقوبة) .وهكذا نحن نعتبر أن المصداقية هي الهدف مثلما تعد خط الشروع لكل قادم نطمح اليه بعيدا عن التهاون في ذلك لأي سبب مهما يراه الآخرون معتبرا فزنا بإستحسان الجمهور بعد رضى الله سبحانه وتعالى طبعا .