عبد الرسول الاسدي
كلما مر قطار الذاكرة بمحطة أعطبتها المواجع توقفت قليلا لمراجعة حسابات الشمس التي لا تنام عنها ذاكرة المحتفين بالصباح . ولأن الشرق تملك من الحظوة في نفسي ما يجعلها في طليعة المنتمين الى معسكر الإعتزاز يطيب لي دوما أن أطرز مباهج ذهني بتلك الأيام الجميلة التي أمضيتها برفقة الشرق ومحطاتها التي هي جميلة جدا .
ولعل ذكرى العاشر من محرم الحرام التي تمر علينا في العراق وهي تحمل في طياتها معان سامية للإنتماء للوطن والقضية والدفاع عن المبادئ والثبات عليها فان الشرق ومحطاتها المتلاحقة تشرفت بعناق تلك المناسبة المقدسة وهي تتوشح بألق الإنتماء الى صاحب قضية الحرية الأولى والمدافع الأسمى عنها الإمام الحسين عليه السلام.
حتى في تلك الأيام التي كانت تتناثر فيها أشلاء المعزين لأبي الأحرار في كربلاء والمحافظات التي تحيي المناسبة فان للشرق مواقف خالدة في القلب والضمير لما سطرناه من ماثر في هذا الدرب المقدس.
لقد عايشنا وعاصرنا وهج إنتصار ثورة الحسين حتى ما قبل صدور الشرق حين كنا نعمل مثل النمل الدؤوب على أن ننتصر للقضية بمداد القلب وخفق الفؤاد وشلال الإنغماس في حب أزلي لسيدنا الحسين عليه السلام .
وقفنا ابان ميلاد الشرق ونحن ننذر أيامنا وأحلامنا لتلك الأسماء المقدسة التي إرتحلت الى بارئها في الطف لتكون مشكاة في درب العقيدة والفداء والكرامة ، فكنا في طليعة من تصدى لخطاب الكراهية والإستهداف والطائفية والمكر والجريمة والإنحراف وكلها كانت تستهدف القضية الحسينية بلا هوادة.
اليوم ونحن ما نزال نعيش أجواء القضية الحسينية التي لا تبرد جمرتها في القلوب لنا الشرف أن نكون قد حافظنا على خدمتنا لسيد الأحرار بالكلمة والموقف والسعي والبذل في أقل ما يمكن أن يذكر نسبة الى تلك التضحيات الجسام .
أدام الله حارسنا من السهو إمامنا وشفيعنا وتحية لجميع الزملاء الرابضين في الشرق في خندق الكرامة الى الأبد .