عبد الرسول الاسدي
في ظل ما يسمى بصحافة الترند التي أصبحت تطغى على معظم التغطيات الأخبارية غثها وسمينها ، فان الشرق كمنصة وطنية إعلامية إبتعدت عن هذا النهج وسلكت النمط المهني الذي عرفت به والذي يقود الى ترسيخ الوعي المجتمعي بشكل أفضل عبر مكافحة التظليل الإعلامي وإستسقاء الأخبار من مصادرها الحقيقية بعيدا عن التشويش.
مؤخرا أختتم المهرجان الدولي للصحافة في بيروجيا بإيطاليا ليطرح سؤالا مهما يتعلق بكيفية تعامل المحررين الدوليين مع ظاهرة التلوث المعلوماتي في عام 2024 الذي سمي بأنه ( عام حاسم للديمقراطية ).
ولعل ما يهمنا في مخرجات هذا المهرجان الدولي المهم على صعيد العالم هو التأكيد على أن وظيفة الصحافة المستقلة هي (تأمين وتعميم الحقائق وكذلك تدقيق الإنتخابات الأساسية، لكنّ هذه الوظيفة تُعرّض الصحفيين ومؤسساتهم الإخبارية لهجمات متزايدة على سلامتهم وإستدامتهم وحريتهم)
الشرق بإعتبارها منصة إعلامية وصحفية مستقلة عملت بدأب على أن تكون العين الفاحصة لكل ما يتم بثه في الفضاء الإعلامي من أخبار وما ينشر من تقارير لتصبح يوما بعد آخر من أوثق المصادر الخبرية على صعيد الوطن وخارجه بدليل الإتصالات والمراسلات التي تردنا من أصدقاء في الوطن العربي وتركيا والجمهورية الإسلامية وغيرها .
مارسيا ريسا الفائزة بجائزة نوبل والتي تحدثت في المهرجان الدولي عن التظليل والإستجابة التحريرية رأت أنّ الوضع ساء بشكل كبير ويجب أن تكون القوانين في العالم الإفتراضي هي ذاتها قوانين العالم الواقعي ليتم ضبط إيقاع العمل الصحفي بشكل أكثر صدقا ويمكن أن ينتج مخرجات مهنية جيدة .
من يميز بين الحقيقة والخيال هو ذلك الإعلام المستقل القادر على إعادة إنتاج الحقيقة بشكلها الواقعي دون تحريف مع الدفق الكبير من المعلومات المظللة التي تردنا عبر الإنترنت ومواقع التواصل بشكل خاص .
من يحمي معلوماتنا ويقي عقولنا من الإنجرار وراء وهم اللاحقيقة هو المهنية التي دافعنا عنها في مؤسسة الشرق وجعلناها في الصدارة لأن خدمة المجتمع تبدأ من لحظة الإتفاق على رصد الظواهر وتقديم الحقيقة كما هي وإبراز الظواهر الإيجابية التي يحاول الكثيرون تغييبها على حساب السلبيات التي صارت تتصدر أخبار التواصل الإجتماعي للأسف .