عبد الرسول الاسدي
تولد حبات العنب نقية منذ لحظة البداية حتى تصبح عناقيدها بحجم العذوبة وتتشرب في مفاتنها نقاوة الحلم . وكذلك المشاريع التي تولد لتستمر تكون بداياتها بلا نهاية ومسيرتها بطعم أحلى من السكر .
ولأن صحيفة الصباح الجديد على مشارف إطفاء شمعة أخرى من مسيرتها الزاهرة نجدنا في غاية الحيرة حيال ما يجب أن يقال في هذه المناسبة الرائعة التي تكتنز بكم هائل وكبير من الذكريات الجميلة التي يمر طيفها الأنيق بمحطات لقيانا وترانيم مسيرتنا التي إشتركنا فيها بتحمل أعباء مرحلة أقل ما يقال عنها أنها جسيمة الصعوبة ليس من عمرنا في الإعلام بل من عمر مجتمع بأسره .
وإذا كنا والصباح الجديد قد تشاطرنا تقاربا في تاريخ الميلاد فقد تقاسمنا سويا أناشيد الصبر على الوجع والهرولة في مشروعنا الوطني دون تراجع حتى لو كانت قوافلنا تنزف شهادة وتتساقط منها التفاصيل التي يلهث وراءها آخرون .
نعم هكذا كان ماراثون الصبر والديمومة والثبات يحثنا على التمسك بمشروع الوطن وإنسان هذا الوطن فكنا في حلبة نزال كبيرة ضد الشر والباطل نحن والزملاء والزميلات في الصباح الجديد ومؤسسات صحفية حبيبة على قلوبنا في حرب ضروس ضد اللا مهنية واللاوعي والتزييف والطائفية والفساد والجريمة وغيرها من الخناجر التي حاول الأشرار زراعتها في خاصرة الوطن .
الزميل الراحل إسماعيل زاير واحد من أولئك الشامخين أصحاب الموقف الأوحد الذين ثبتوا راية الإنتصار للمهنية في مشروعه الصباح الجديد فكان غيورا على المهنة صامد في مواطن السجال مع ما يمتكله من همة عالية ومراس قل نظيره.
أستذكر اليوم في هذه الذكرى العطرة مواقف لا يكفيني للحديث عنها هذا العمود لهذا ساكتفي بأن أقول أن المشوار العذب الذي طويناه سويا لم يحسب للشرق ولا للصباح الجديد بل لكل عراقي عشق وطنه ودافع عنه بالقلم والكلمة والموقف والفكرة الرافضة لكل معاني التجزئة والإحتراب والفرقة .
لكل المؤسسين والعاملين في الزميلة الحبيبة الصباح الجديد ، من الزملاء الأحبة الذين يسكنون القلب والضمير ألف تحية ود وألق وألف مليون مبارك ودمتم ثابتون على حب الوطن .