عبد الرسول الاسدي
دأبنا في كل عام على المشاركة في إحتفال الأسرة الصحفية بل والإعلامية الثقافية في البلاد بعيد تأسيس الصحافة العراقية الذي يصادف في الخامس عشر من شهر حزيران ذكرى صدور صحيفة الزوراء العراقية عام سنة 1869،رغم ان بعض المباحث تؤشر أن صحيفة جورنال عراق قد سبقت الزوراء بتاريخ الصدور ولكنها قد لا تعد صحيفة بالمعنى الحرفي للكلمة لأنها كانت نشرة رسمية تركية تعمم على العساكر والضباط والوزارات المعنية .
وعلى أية حال فإن تاريخ الصحافة العراقية يرتقي لأن يكون الأسبق لغيره من صحافة المنطقة العربية بدليل ان تأسيس نقابة الصحفيين يعود الى بداية تشكيل الدولة العراقية الحديثة .
وفي عام 1932 وجه مجلس الوزراء آنذاك كتابا الى وزارة الداخلية بتشكيل نقابة للصحفيين لكن الأمر أهمل بعد ذلك لترى بواكير النقابة فعلا النور على يد كامل الجادرجي في جمعية الصحافة التي تشكلت في الأربعينات من القرن الماضي .وحين وصلنا الى العام 1959 كانت نقابة الصحفيين العراقيين قد أبصرت النور وليكون الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري أول نقيب للصحفيين العراقيين وليستمر العطاء منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة الراهنة .
عاصرت الأسرة الصحفية العراقية التحديات الكبرى التي مرت بها بلاد الرافدين قبل تشكيل الدولة العراقية الحديثة وبعدها في أطوار الملكية والجمهورية وأزمنة إنقلابات العسكر والحصار والإحتلالات والثورات والإحتجاجات والفيضانات والأزمات والأوبئة .
وكان لقلم أصحاب مهنة المتاعب قصب السبق في التصدي لكل أزمة حتى ان أقلامهم وصحفهم كانت تسهم في إسقاط الوزارات وإنهاء الحكومات وتحريك الشارع .كل هذه الأهمية وضعت الأسرة الصحفية في مهب الإستهداف من قبل الأنظمة المستبدة والطغاة الذين حاولوا تركيع أصحاب القلم الحر والفكر النير بلا فائدة ..
لقد قدمت أسرتنا الصحفية أنهارا من الدماء وقوافل من التضحيات في مسيرتها الطويلة ولنا الحق اليوم أن نفتخر بما قدمته هذه الأسرة العريقة من تضحيات كبرى شكلت ملامح مهمة لوجه العراق الحديث.
نفتخر اننا ننتمي الى هذه الأسرة العريقة التي تنهل من عطاء هذه الأرض وتنتمي الى سماء عليائها واستطالت فبلغت المعالي عطاء وسخاء ورفعة وصدقا .
فألف تحية وألف مباركة لكل الأسرة الصحفية والقائمين على نقابتنا العريقة التي تمثل خيمة عراقية أصيلة تستحق التقدير والإحترام ولكل العاملين في الصحافة العراقية أقول : ألف مبارك وكل عام وصحافتنا بالف خير .