عبد القادر بن محمد
الجزائر
قد نتصور ان الامراض التي تصيب الإنسان لا تكون إلا عضوية او نفسية…اي مادية باعراض تظهر على الجسم فتصيب احد اجزائه بالعطب او معنوية بدوافع بيولوجية او مورفولوجية نتيجة تراكمات مكتسبة غير ان هناك مرض آخر اخطر من المرض العضوي او النفسيو لا يبالي به الكثير من الناس و لا يعتقد في مرضه إنسان .ألا و هو المرض الاجتماعي الذي يصنفه علماء الاجتماع بالمرض الذي ينهك نسيج المجتمع و هو اشد فتكا و تدميرا للإنسان.» و هو لا يعرف انها كذلك « فهو لا يؤثر على الفرد بمفرده بل ينتقل بالعدوى فيصيب المجتمع و هي الامراض المقصودة في الحديث بالاصلاح لانها كثقاب كبريت إذا سقط على هشيم أحرقه كله لذلك .فصلاح المجتمع مرهون بصلاح الفرد و صلاح الفرد لا يكون أولا بالتعلم …بل بالتربية و الاخلاق الإنسانية التي هي العلاج للامراض الاجتماعية التي تصيب العقل فتضلله عن صوابه و تصيب القلب فتعمي بصيرته بامراض التحاسد والتباغض و التباهي والغش و الخيانة و ما ينجر عن ذلك من فواحش هو يراها مكاسب تحصل عليها بفطنته السلبية و سلوكه المعوج و تعاملاته الملتوية فهو مريض و لكنه لا يشعر بمرضه حتى تلسعه سهام النار .أوليس اخر العلاج الكي ؟ …فستكوى جباههم وجنوبهم بما ادخروا لانفسهم و لم يقترضوا من ماضيهم لحاضرهم .
فالأمراض العضوية تعالج بالطب او الكي أوالبتر للعضو المصاب بالداء و الامراض النفسية كذلك تعالج بالطب او الشعوذة و قد يكون العلاج بمساعدة اخر لمن يتوهم بمرضه النفسي الذي تسببت في حدوثه وساوس وهواجس و قد لا يؤثر مرضهما في اخر و لا ينتقل عبر العدوى بصورة تلقائية إن لم يكن هناك مسبب مباشر بينما الامراض الاجتماعية و هي كثيرة و متعددة و لا نعتقد فيها المرض و الادهى و الامر انها اذا اصابت الفرد ابتلت بمصابها الجماعة و فسدت بها العلاقات وتباعدت بموجبها مسافات المحبة و تفككت بها روابط الالفة و تشقق جدار النسيج الذي يجعل من الجماعة أمة و من الفرد نواة بناء ….الكذب و الحسد و الانانية و الخيانة والسرقة و الغش كلها رجس من عمل الشيطان و خطيئة كبرى لا يعالج منها المصاب إلا بنفسه… فمن إلانسان سمها ومنه الترياق .» قد افل المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون .»… و الخشوع لا يكون إلا بصفاء القلب و نقائه ليطمئن له و يستقيم به.