قاسم الغراوي / كاتب / صحفي
عشرون عاما والطبقة السياسية بكل مكوناتها وعقائدها وتوجهاتها لم تقدم للعراق وشعبه مايستحق بقدر ماقدمت لاحزابها واقرباءها، فالسرقة والفساد الوظيفي عنوانا بارزا وسمة لمن احترف العمل السياسي الذي يدر ارباحا خيالية ، فبعد أن كانت السرقات بالملايين اصبحت بالمليارات ومع هذا الضياع والهدر ضاع التخطيط من أجل النهوض بالواقع العراقي وتحسين حياة الشعب واعادة البناء والاعمار مع توفر السيولة المالية لذلك.
السيد رئيس الوزراء السوداني في مؤتمر السعودية اكد للرئيس الصيني انه يقف على مسافة واحدة وينظر إلى مصالح الشعب العراقي ومع هذا لم يتجرا أن يوقع اتفاقية واحدة مع الصين في الوقت الذي وقعت السعودية الكثير من الاتفاقيات ضمن التخطيط الاستراتيجي لأهمية الطاقة والاقتصاد .
العراق في موقعه الاستراتيجي يعد مركز التجارة والاقتصاد والطاقة وبالامكان الارتباط ضمن طريق الحرير او مايعرف الحزام والطريق وستدر عليه مبالغ طائلة وبامكانه إقامة المصانع والمعامل وتأهيل البنى التحتية وفتح قناة جافة تربط الجنوب مع الشمال إلى تركيا وأوروبا.
المؤتمرات التي تخص الطاقة التي عقدت في النقب بحضور الأردن ومصر والإمارات والبحرين والكيان الصهيوني ومؤتمر دارفوس ومؤتمر الطاقة في الإمارات ومؤتمر بغداد/ ١ وبغداد/ ٢ برعاية فرنسية ومباركة امريكية هي محاولة جادة وناجحه لجر العراق الى التمحور ضد إيران وروسيا والصين ومحاولة ترطيب اجواءه إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني من حيث يدري أو لايدري .
إقليم كوردستان يعمل باستقلالية واضحة خارج ارادة الحكومة المركزية حيث يصدر النفط والغاز إلى اوربا مستقبلا وفي تصريح لمسرور البرزاني يؤكد أن مركز الطاقة للعالم سيكون في كوردستان لاغيا اسم العراق لانه اصلا لايعترف بعراقيته ولايتشرف بها وحضوره المؤتمرات الدولية التي تخص الطاقة والاقتصاد هو بمباركة الإدارة الامريكية لما للاقليم أهمية في استخدامه ورقة ضاغطة اولا واستغلال ثروات محافظاته والاستثمار فيه وتعزيز مكانته وقوته .
للاسف أن الإطار التنسيقي الذي انتقد الكاظمي في مد أنبوب البصرة العقبه هو الآن يسير على نفس الخطى بحكومة السوداني بل تجاوزوا الخطوط باتجاه حلف الناتو بعيدا عن مصالحه مع الصين وإيران وبعيدا عن روسيا من خلال ربط العراق بمحور الطاقة وسد حاجة الأردن ومصر ومادخول الإمارات المطبعة على الخط الا محاولة لجر العراق بكل الوسائل إلى الاستقطاب الأمريكي والتمحور بعيدا عن مصالحه مع الصين والسقوط في أحضان فرنسا ودول أوربا.