عبد الرسول الاسدي
العلاقة بين العراق وايران ليست وليدة الجغرافيا ولا هي محصلة منطقية لدور التاريخ بل هي اشبه ما تكون بعلاقة مصير واحد جمعت البلدين والشعبين على مدار قرون طويلة من الاحتكاك والتعايش والروابط المتعددة .
زيارة الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان الى بغداد هي زيارة الشراكة الثنائية الستراتيجية المتعددة المجالات كما اطلق عليها السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المؤتمر الصحفي الذي جمع بينهما ببغداد . فهي اول محطة خارجية لجولات الرئيس الجديد لدولة ايران الذي يتطلع الى تحقيق نقلات نوعية في العلاقات الخارجية للجمهورية الاسلامية بدء من العراق الذي تربطها به ( علاقات تاريخية ) كما وصفها السوداني .
ولانها كذلك فهي تعكس الاهمية الكبرى لمكانة العراق ليس في السياسة الخارجية الايرانية بل في الاقليم ككل من النواحي الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
التفاصيل التي اعلن عنها رئيس الوزراء خلال المؤتمر كشفت عن توقيع قرابة 14 مذكرة تفاهم في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية وغيرها ما يكشف النقاب عن بداية لمرحلة مهمة من التقارب بين البلدين الذين تجمع بينهما مواقف قوية موحدة تجاه العديد من قضايا المنطقة والعالم .
وعمليا فان بزشكيان هو ثالث رئيس ايراني يزور العراق بعد نجاد وخاتمي وجميع الزيارات كانت ناجحة واشرت الى المزيد من التقارب في المواقف والتعاون الوطيد خاصة في مجالات الطاقة والعمران والتبادل التجاري والتعاون الثقافي .لكن ملامح الزيارة الحالية تعتبر الابرز خاصة انها لن تقتصر على بغداد بل ستشمل كذلك اقليم كردستان ما يؤشر انفتاحا كبيرا على مجمل العراق ورغبة ايرانية جادة في تحقيق المزيد من التعاون امنيا وفي اطار مكافحة الارهاب وهي القضايا التي نوه عنها الرئيس الايراني في المؤتمر الصحفي .
واذا كان الاقتصاد عنوان لافت من عناوين الزيارة باعتباره بوابة مهمة
لتحقيق تطلعات شعبي البلدين الجارين مع مناقشة قضاياه الحيوية كالمدن الصناعية والشركات الايرانية وخطوط النقل اللوجستية وغيرها ، الان ان المواقف السياسية تبقى حاضرة وبقوة خلال الزيارة ومنها الموقف من الكيان الصهيوني والحرب على غزة وضرورة وقف اطلاق النار واقامة الدولة الفلسطينية التي تكفل حقوق الشعب الفلسطيني وتلبية رغباته .