هادي عباس حسين
ماما.. انا عائش.. اانا عائش..
احتظنته بشوق وقلت له
_ نعم انت عائش وعلى قيد الحياة..
ما ان رأيت الطبيب اقترب قائلا له
_ كيف حالك.. مايؤلمك..؟
لما وجدته استسلم له و اخذ يقلبه يمنة ويسر جاءتني فكرة ان اغيب قليلا لافتش عن من كانت ممسكة بيدي قائلة لحظة سقوط رشقة من الصواريخ
_ ما ما اين انت..
كل شيء بات مخيفا والسقف البعيد سقطت على الرؤوس وتصاعدت الغازات والادخنة وصارت شبه ظلمة، صوتها فقدته لتحل صرخاتي وصيحاتي المتتالية
_. ابنتي.. غزة.. اين انت..
راودتني فكرة ان أفلت من المكان بولدي الذي احملة على كتفي فاحتظنته بقوة لئلا يطير مني، أوقفوني عند حاجز الدخول للمكان الذي اضعت به ابنتي، قائلين لي
_ لايمكنك الاجتياز مطلقا.. السقوف تنهار…
خفق قلبي وتسارعت نبضاته وأحسست بخوف كبير قائلة مع نفسي
_ لا أصدق اني اجدها حية بين الانقاض….
تابع احد الناجين الخارجين من الداخل بالقول
_ الأطفال… تحت الانقاض… الله اكبر..
لم اقدر المقاومة والصبر بعدما سمعت ما قاله هذا الرجل الثلاثيني حتى اندفعت بجنون وانا صارخة
_ اينك يا غزة يا ابنتي… اين ساجدك..
لمت نفسي كيف سمحت لها ان تفلت من قبضتي يا للوعتي وبؤسي وشقائي وحسرتي عليك ياغزة ياعزيزة ابيك الذي سماك وخرج مشاركا مع أصحابه في الانتفاضة السابقة، قال لي
_ اريدها ان تكبر…
خابت نفسي مولولة
_ كيف ستكبر وهي تحت الانقاض… يا ويلتي…
لا احدا يفعل شيئا والصواريخ تتوالى والصراخ يشتد وانا اكرر
_ سترك يارب… بردا وسلاما…
تذكرت من تركته عند الطبيب، انطلقت مسرعة صوبه عندما وصلته وراني صاح
_ ماما… ان جسمي يؤلمني..
ضمتته الى جسدي وعيني مملؤة بالدموع قبل ان اقل شيئا سالني
_ هل وجدت اختي غزة….
هدأته قائلة
_ نعم في الردهة الثانية…
ابتسم بخوف وبأمنية ميتة قال
_ كوني صادقة معي… ارجوك يا أمي..
صوتي ارتفع بالبكاء والنحيب وانا ارى الأطفال الشهداء صفوهم واحدا بعد الاخر، كانت عيني تراقب وجوههم وبتمعن صحت باعلى صوتي صارخة
_ الله اكبر.. هذه غزة حبيبتي…
توالت صرخاتي
_ الله اكبر.. يامعمداني…