كريم هاشم العبودي
حنان الشمري
لم يكن ذنبهم .. انهم صغارا .. لم ترتكب اياديهم الطرية .. أي خطيئة .. ولدوا من ارحام .. غير شرعية .. وأخطاء .. اباء .. وامهات .. تنكروا لشرفنا ..العراقي .. المتماسك بتقاليده الاجتماعية التي توارثها عن الاباء .. والاجداد ..
نتناول اليوم موضوعا اجتماعيا غاية في الاهمية .. وهو ما هو مصير الشباب والشابات الذين يتم تسريحهم من دور رعاية الايتام بعد ان بلغوا السن القانوني .. ؟

من يمد لهؤلاء طوق النجاة ؟

وفي هذا الشأن تروي الصحفية القديرة حنان الشمري / رئيسة وكالة مراة الحياة الدولية .. موقفا مؤلما .. تعرضت له قبل ايام .. فتقول : زارتنا في مقر جريدتنا فتاة يتيمة تبلغ الثامن عشر من العمر .. بعد تسريحها من دار الايتام .. وهي تبحث عن عمل ..فتاة جميلة .. من دون أهل .. أو كفيل .. حالها حال الكثير من الفتيات .. والشباب المسرحون من دار الايتام وإمامهم المستقبل مجهول وخطير .!!
وتضيف الشمري : السؤال هنا ؟ أين يذهبون هؤلاء .. ومن يمد لهم يد العون .. وطوق النجاة الذي ينقلهم الى الضفة الاخرى .. من دون خسائر .. واية مؤسسة انسانية تساهم في الحفاظ عليهم من الضياع والانجراف في دروب الحرام ..؟
انه سؤال في غاية الاهمية .. نتمنى ان نجد الاجابة عليه من قبل الجهات المسؤولة ..

موضوع خطير .. وحساس !!
وتتابع الشمري : اليس من مسؤولية الدولة القيام بواجبها الوطني والأخلاقي .. أن يجدوا لهم فرص عمل تلائمهم وتحفظ كرامتهم وانسانيتهم حتى يقوى عودهم ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم كي ينخرطوا في المجتمع أبناء صالحين ومسالمين .. ومن هنا نناشد أعلى المسؤولين في حكومتنا الموقرة أن تنتشل هؤلاء اليتامى قبل فوات الاوان وتصلح حالهم نحو الأفضل .. لانه موضوع خطير وحساس جدا ..

الخوف من الانحراف
ويقول الباحث الاجتماعي في دار رعاية أيتام الصليخ في بغداد مصطفى محمد : أصبح الفقر عاملاً آخر يجعل المعوزين والفقراء، يلجؤون إلى دار رعاية الأيتام ويودعون أبناءهم فيها، خوفاً عليهم من الانحراف في الشارع بسبب الجوع والحرمان، أو ازدياد حالات الطلاق وتمزق الأسرة بسبب الفقر، أي إن الفقر عامل جديد طرأ على مجتمعنا يزيد من نسبة المحتاجين إلى خدمة دار رعاية الأيتام حتى بوجود الأبوين .

الاهتمام بوضعهم الدراسي
من جانبه اكد قاسم تتر الموظف في دار رعاية براعم الصليخ بان الدار يقدم الرعاية الأسرية والصحية والاجتماعية للأيتام، من دراسة وترفيه وكافة المستلزمات الحياتية، ونهتم بوضعهم الدراسي أولاً، لنضمن لهم مستوىً ثقافياً وفكرياً ومساعدتهم في تأمين مستقبلهم .
وشاركه الراي احمد الدليمي / باحث اجتماعي .. والذي أضاف قائلا : يجب على الدولة واصحاب الشان ان يكونوا على مستوى اكبر من المسؤولية بشأن الوضعي النفسي والاجتماعي الى الذين يتم تسريحهم من دور رعاية الايتام .. وان توفر لهم الملاذات الامنة كي يكونوا افرادا صالحين لبلدهم ..

شتات بعد سن الرشد
على هامش المجتمع العراقي ، يعيش أبناء دور الأيتام حياة قاسية ومؤلمة .. ليس لنقص الخدمات .. او الاهمال .. بالعكس .. انهم .. يبحثون فيها عن حلول لمعضلات لم يتورّطوا فيها .. فيُصدم كثيرون منهم بجدار سميك يحطم مستقبلهم بعد سن الرشد .. حين يتم تسريحهم .. اذ يتمنون من الحكومة العراقية .. بتوفير حياة حرة كريمة تعوضهم عما فات من عمرهم ..

حلم اللقاء
زهراء واحدة من أبناء دور الأيتام .. ينفطر قلبها ولا تتمالك دموعها كلّما تذكرت قصتها .. فقد دفعت هذه الطفلة الثمن عندما ولدت .. نتيجة خطأ فادح .. وقع فيه والداها .. لتجد نفسها في احد دور الرعاية في بغداد .. قبل أن يسوقها القدر بعد سن الـ 18 إلى امرأة مسنة .. احتضنتها واعتبرتها والدتها الحقيقية.
ومن حسن حظ زهراء .. أنها عاشت وتربت في بيت عائلي أمدها .. بالدفء .. والحنان المفقود منذ سنوات لتجد نفسها أمام واقع جديد وتحدي .. الحصول على شهادة جامعية .. بمساعدة تلك المرأة التي احضنتها ..
وتتحدث زهراء عن تلك المسنة التي احتضنتها .. بحزن شديد .. بعدما فارقت الحياة .. وورّثتها غرفة ومطبخ في محلة الفضل وسط بغداد .. غير أن حلم زهراء.. في تلقي اتصال من والديها اللذين تخلّيا عنها لا يزال قائماً.

هم فلذة اكبادنا
وهنا .. عبر الاستاذ موفق جاسم المحمدي / رئيس الاتحاد العام للصحفيين والاعلاميين العراقيين .. حيث قال : هؤلاء الاحداث هم فلذة اكبادنا .. وبالتأكيد ظروف عوائلهم الخاصة دفعتهم الى ايداعهم في دور الايتام .. وهؤلاء الاحداث .. او صغار السن الذين يودعون في مراكز الحجز او دور الرعاية .. يجب ان تحتظنهم الدولة العراقية .. من خلال وزارة العمل .. ومراكزه من حيث توفير السكن والعيش الملائم من خلال العمل .. والاعتماد على انفسهم ويكون اناس صالحين من خلال عملهم ..

موضوع جدير الاهتمام
وللاعلامي القدير عبد السلام علي السليم .. رأيه في هذا الشأن .. حيث قال : موضوع جدير بالأهتمام بصدد تسريح الأحداث من كلا الجنسين من دور الأيتام عند بلوغهم السن القانوني .. فمن وجهة نظر البسيطة والمتواضعة ان طبق هذا القرار بشكل عملي سيخلف اعباء اجماعية مضافة لما يحمله مجتمعنا العراقي من جيوش من المتسولين والعاطلين عن العمل والمدمنين على تعاطي المخدرات مالم توفر لهم الدولة الرعاية الخاصة منها توفير فرص العمل لهم او تخصيص رواتب مجزية وتوفير لهم سكن خاص على اقل تقدير في محاولة لأدماجهم في المجتمع وعدم اهمال قضيتهم بأي شكل من الاشكال فهي مسؤولية اخلاقية وشرعية مما يتوجب على المؤسسة الدينية المتمثلة بالوقفين السني والشيعي وحتى المرجعية ان يتدخلا في محاولة لمنع مثل تلك القرارات المجحفة بحق صبية شاء بهم القدر ان يفقدوا آبائهم ومن يعيلهم مما حدى بهم ان يسكنوا تلك الدور لكي تنتشلهم من العلاقات الغير سليمة ولأسباب اعمارهم الصغيرة التي من الممكن ترويضها من قبل ضعاف النفوس لكي ينحرفوا عن الطريق السوي عندها سيكونون بكل تأكيد عالة على المجتمع ، اكرر مرة اخرك انه لابد من توفير فرص عمل لهم لكي يعيشوا بكرامة والتركيز على العناية بهم ، واخيراً اقدم شكري وتقديري للأعلامي الكبير الأستاذ كريم العبودي على هذا التقرير المهم والذي يخص شريحة واسعة من يتامى العراق وهو بكل تأكيد يصب في خدمتهم والفقراء من ابناء وطني .

دورات مجانية لايتام العراق
مسك الختام في موضوعنا هذا كان مع الاستاذ عبد الرسول زيارة الاسدي .. رئيس مؤسسة الشرق للصحافة والاعلام .. الذي اخبرنا بان مؤسسة الشرق .. مستعدة لاحتضان هؤلاء الايتام المسرحون من دور الايتام .. من خلال اقامة دورات صحفية للموهوبين في مختلف المجالات الصحفية وفنونها .. وبأشراف مختصين .. وكما فعلنا لابناء شهداء التفجير الارهابي .. في كرادة الطيب والمحبة .. من دون مقابل .. كي يكونوا عناصر مهمة في المجتمع العراقي ..
ولفت الاسدي .. بان الحكومة العراقية الفتية .. بدأت بشرف .. وبالتاكيد ستنتهي بشرف .. رغم الضغوطات الجسيمة التي تواجهها .. من قبل البعض .. الا انني على ثقة بأنها بالتاكيد ستضع حد لعذابات هذه الشريحة المهمة من المجتمع .. وستنهي معاناتهم الازلية .. بأقرب فرصة .. ان شاء الله ..