عبد الرسول الاسدي
إختصرها رئيس الوزراء بكلمة واحدة انها صنو الإرهاب ووجهه الثاني والممول له ، تلك هي المخدرات التي تفتك بالمجتمع وتخطف الأرواح والمصائر والمقدرات وتدمر المجتمعات . ولأنها كذلك فلابد أن تتم مواجهتها بإجراءات إستثنائية غير تقليدية .
فمحنة المجتمعات مع هذه الآفة تبدأ من تلك النقطة التي يبدأ فيها الشباب بتعاطي المخدرات بعيدا عن أعين الرقباء وسطوة القانون وحكم الضمير لتتحول بعد حين الى ظاهرة خطيرة يصعب مواجهتها بجهد فردي مهما كانت الأساليب المتبعة لتحقيق ذلك .
لهذا السبب لم يكن إحتضان بغداد للمؤتمر الدولي الثاني لمكافحة المخدرات إلا بوابة لإيجاد الحلول التي تتناسب مع جسامة الخطر الذي تمثله هذه الآفة على عقول المغرر بهم من أبناء المجتمع وفرصة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات بمجال مكافحة هذه الآفة الشريرة .
فتجارة بهذا الحجم تعبر الحدود والقارات وتدعمها جيوش من المتورطين فيها ويدمن عليها ألوف البشر تحتاج الى جهود غير طبيعية بل فوق العادة وبمستويات كبيرة من الإهتمام .
ما يعبر الحدود يحتاج الى جهد عابر للحدود يرصد ويتبادل المعلومات ويقوم بعمليات مشتركة ويؤمن الخبرات الكافية لأن المشكلة ليست محلية بل أضحت إقليمية ودولية .
ماخرج من مؤتمر بغداد يبشر بحرب ضروس تفتك بهذه الآفة وتخرجها عن نمطية التعامل الى شكل غير مسبوق بتعاون إقليمي بإعتماد الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة وإجراء عمليات التحقيق المالي الموازي والإستفادة من التكنولوجيا في عمليات الكشف والتعقب والرصد، وتكثيف جهود الرقابة والرصد والتتبع للمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي التي تنشط في مجال الترويج والمتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، ودراسة إمكانية التوسع في إنشاء مراكز تأهيل مدمني ومتعاطي المخدرات التي تساهم في تخليص الشباب من الإدمان.
ولأن بغداد دوما سباقة في الخروج بحلول لكل الأزمات فان هذه كبح جماح هذا الخطر سيصبح وشيكا بإذن الله وباللجوء الى هذه الإرادة الدولية الجادة.