الصحفي ..صباح سليم علي ..الموصل …
هناك مصدران مهمان يعتمد عليهما الفنان في صياغة إعماله
الفنية ويستهلم منهما عناصره وطرق ترتيبها داخل المساحة
الفنية. هما الطببعة والتراث ( وهو كل ماخلفه لنا الأجداد والإسلاف الإقدمون) وتحتفي الموصل من الطرز المتنوعة
مثل المقتنيات التراثية والتراث الشعبي. وتمتلك هذه الطرز
التراثية عددا» متنوعا» من القطع الفنية أعمال زخرفية وقطع
حلي. مشغولات خشبية. ومشغولات نسيجية. ومشغولات
معدنية ..وغيرها..ويعتبر الحفر من الحرف اليدوية ألتي مارسها الأنسان منذ زمن. وأستخدم على نطاق واسع من
جانب الحرفيين والفنانين ولايزال يمارس حتى اليوم بعد. أن
ترسخت الجوانب الفنية والتقنية له ووصلت إلي درجة عالية
من البراعة والأتقان. وتتنوع طرق الحفر على الخشب والمستخدمة في معالجة إسطح المشغولات اليدوية مثل الحفر البارز والغائر والمفرغ ..ألخ ..وتتميز كل طريقة من طرق الحفر بطابعها الخاص وتأثيرها الفني والجمال بأثراء
سطح الخشب. وهذا التنوع نتج لأختلاف الأسلوب المتبع
في التنفيذ أو تبعا»للغرض المراد من الحفر. ..فقد إستخدم
التربوي والمحترف محمد سعيد مصطفى . عملية الحفر على
الخشب بمهارة وإتقان وحافظ على وحدة العمل الفني مما إثرى الجانبين الفني والجمالي. فأستخدم إسلوب الحذف المتمثل بالحفر البارز وأسلوب الأزالة لبعض الأجزاء. الخشبية
. وقد تحقق الأيقاع والأتزان من خلال تنوع إساليب الحفر
التي يستخدمها على الأسطح الخشبية. . حيث تترك العناصر
الزخرفبة المعالجة. بها متماسكة بعضها مع بعض ويكون الجزء المحيط بتلك العناصر الزخرفية بدون أرضية (أرضية
نافذة) بحيث تكشف ماخلفها ..ومن الأعمال الخشبية التي
عملها الباب الخشبي وعلي الطراز الفاطمي. وكذلك الشناشيل
البصراوية والبيوت والشبابيك والأبواب وألتي عمل الرشتة
والبرغل الموصلية والتي عملها من مادة الخشب .ناهيك
عن عشرات المشغولات الخشبية والتي تصلح أن يقام
لها معرض عام من قبل الجهات التي تهتم بالمهن والحرف
التراثية الموصلية .ويبقى الحاضر إمتداد للماضي وهو صورة
له. . وان التراث عند الأمم تاريخ وهوية لها وانتماء واصالة قومية وبالتالي ابداع وحضارة ومن بين المهام الكثيرة والكبيرة تبرز قضية الحفاظ على التراث الشعبي وبالتالي الحفاظ على وجه مدينتنا. الذي أصبح مطلبا» حقيقيا» لما نمتلك به من سحر في الطبيعة ومهارات فنية ويدوية لايستهان بها تركت بصماتها حتى الأن على الكثير من
الأماكن الاثرية والتراثية والشعبية..وكذلك ممارسة بعض
الحرف والفنون اليدوية بخاصة كونها فنا» تطبيقيا»فهي تساهم في صنع الأثاث المنزلي وفي صنع الكثير من الأدوات المنزلية الأخرى وادوات الطبخ علاوة على المواد المصنوعة باليد المتمثلة في الاعمال التي تستخدم النحاس والحديد والخشب٠والمنسوجات المحاكة والمطرزة. فهي تستعمل كمعلقات جدارية وشراشف وأغطية للمقاعد والمناضد ٠لقد صب المجتمع الموصلي في مادة التراث الشعبي كل ثقافته ٠تاريخه معتقداته ٠عاداته٠تقاليده٠ صناعاته ٠حرفه٠ ازياءه٠ العابه٠آدابه٠ فنونه٠حياته اليومية وثقافته اليومية٠كل هذه المقدمة كانت تمهيدا»للولوج الى عالم أحد المهتمبن بوله وعشق للتراث الشعبي الموصلي وهو التراثي محمد سعيد مصطفى العبيدي وهو أضافة الى أعماله الخشبية التي ذكرتهأ
أنفا» فهو من هواة جمع التحف والمقنتيات التراثية والتي
خصص لها جناح بمنزله للمحافظة عليها إذ أصبح أشبه
بمتحف فلكلوري وتراثي من الدرجة الأولى. وأن دل هذا على
شيء. فأنه يدل على ضخامة الجهود التي بذلت في جمع
وتنظيم هذه المقتنيات التراثية والفلكلورية الموصلية.ناهيك
عن المبالغ التي دفعت لشرائها. من قبل التراثي محمد سعيد مصطفي العبيدي والذي يبتغي من هذا العمل النبيل والشريف
الحفاظ على التراث الموصلي بعد الهجمة الشرسة من قبل
داعش. التي كانت تبتغي تدمير وتخريب. معالم وحضارة مدينة الموصل ..ولو إستعرضنا التراث الشعبي في المدينة
لرأيناه يزخر بأشكال متعددة غاية في الجمال. فالعادات والتقاليد والازياء المختلفة والأغاني المتنوعة والصناعات
والحرف اليدوية المتميزة يقف المرء مبهورا» أمام هذا الفن
الرائع الزاخر بالحياة. وفلكلور مدينة الموصل وأهلها إكتسب
طابعا» متميزا» خاصا» به بعض الشيء .سواء في الصناعات
والحرف اليدوية. أو الملابس والأزباء. أو البناء والنقش على
الرخام ..والدباغة ..وزخرفة الخشب والزجاجيات. والصفارين
وحلاجة القطن ..وغزل الصوف والقطن ..ونسج الجوارب
والخزامات ..وعمل الفخاريات بكل أنواعها. التنانير ..الشربات
والبراني ..ولهذا سميت البيوتات الموصلية. بأسماء المهن والحرف التي تزاولها ..الصايغ ..الوتار ..النقاش ..الخياط
الكواز ..القزاز ..الجادرجي ..القاوغجي ..الدباغ ..الصاغرجي.
النعلبندية ..الأطرقجي ..الصباغ .. الصفار. وغيرها من المهن المشهورة في المدينة
الصور بعدسة الصحفي والإعلامي نجيب الرمضاني ..