شادية غورلي
دعنا نلتقي سِرًا تحت المطر، نرقُص، نُغني ونركُض أيضًا، المُهِم بأن نلتقي وننسى كل شيء، أنت تنسى الألم، وأنا أنسى الألم، نُشبِكُ أيدينا ببعضها البعض، نُشبِكُ الآلام أيضًا، لأنها لن تُنسى لو مهما حاولنا.
نجلِس في ظل أي شيء ونتأمل المطر وأنا في حُضنِكَ وأنتَ تلعبُ بشعري وتحكي لي قِصةً جميلة عن شابٍ وفتاة وقعا في شباك الحب، وعاشا يتلذذان بناره وجحيمه ونعيمه، وأنا أغفو، لطالما كنتُ أحب بأن أغفو في حُضنِك وأستيقظ على وجهك..يداك..رائحتك..
تعال إذًا لنلتقي تحت المطر نرقُص ونُغني ونركُض ونحضن بعضنا البعض ونحكي القِصص ونحاول نسيان ما حدث، فالليل طويل يا عزيزي والعيش بلا رؤية عيناك أشبهُ بنار الجحيم، والعمر كيف سأقضيه وأنا بعيدةٌ عن جحيمي ونعيمي؟
دعني أقضي العُمر معك، أنا أقبل بكل شيء، على الأقل لن أبقى وحيدة، أمشي تحت المطر وأقضي الليل وأحكي القصص، أفعل كل هذه الأشياء لوحدي، فتعال إذًا ننسى الألم، الدموع، العِتاب، القسوة، الخوف، ننسى كل شيء، ننسى أنفُسنا تحت المطر، وأبقى معك ومع عيناك العسليتان، تعال ولا تتأخر، لا تجعلني أكتب من جديد، لقد مللت من الكتابة، فأنت تعلمُ بأحوالي، لن يبقى معي نقود لأشتري أوراقًا جديدة وأقلام حِبر لأكتب لك مرةً أُخرى.
تعال لننسى الماضي قليلاً، ونقضي بعض الوقت معًا، لتجعلني أتوقف عن كتابة الكلام الفارغ، هذا الكلام الذي بدأ يشعرني بالملل من نفسي، تعال يا أيها اللئيمُ القاسي…