قاسم الغراوي
هل تشعر ياصديقي بانك تعيش افضل سنوات العمر وقد مر الكثير منها وانك في افضل حالاتك وتملك تجربة غنية رغم ماقدمت من التضحيات ؟
فاذا قلت (نعم )
فانك تشعر بالامل ، وان الله معك ، وانك على قناعة بان (الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك ، فإذا كان لك فلا تبطر ، وإذا كان عليك فاصبر . ) كما قال الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه
واما اذا قلت ( لا ) ياصديقي
فانك بلاشك لاتقدر مامقدر للانسان من خير وتعب وراحة والم ورزق ، وعليه ان يعيش كل هذه التقلبات وان يتجاوزها بالصبر والتحدي .
وبالنتيجة عليه ان يعيش حياته مثل ما عاش في السنين الماضية على امل ان تتغير الاحوال ، وان الحياة لاتزال مستمرة ولن تتوقف ، واما اذا انزويت وتوقفت عن التفاعل معها ستكون حتما في زاوية مظلمة ، وستمتد بينك وبينها فجوة عظيمة ومسافات طويلة تعود بك الى اعماق المجهول .
انت كما ارى اكثر صبرآ على ما مر بك من مرارة الايام وصراعك للتشبث بامل ان تحيا رغم الالم والتحديات ، وتلك ارادة قوية رغم مارافق رحلتك من اوجاع ياصديقي .
ولكن ؛
لايستوجب لما تبقى من عمرنا ان ندقق في اتفه الاشياء او يثيرنا ما لايستحق ان نلتفت اليه
وكما يقول دوستويفسكي: هناك ‏قاعدتان لتحقيق السّلام الدّاخلي لا تقلق بشأنِ الأمور التّافه وغالبية الأمورِ تافهة .
ومن يتعامل مع الحياة بقلبه، تخدشه التفاصيل الصغيرة .. الصغيرة جدًا .
والمهم ان لا نظلم انفسنا او نظلم غيرنا ، ونجلد ذاتنا ، وان نعيش بعيدآ عن كل ما يعكر حياتنا ، فايامنا الباقية لا تستحق الوجع ولا يوجد من يستحق ان نسحق من اجله لحظات الراحة والتفائل والامل بالغد ، لانها بالنتيجة ستسحقنا وندفع الثمن غاليا لذلك .
ان إدراك الواقع يحرر الإنسان من قيود مجتمعه الخاطئة ، والجمال ياصديقي يبدأ من نظرتك.. جرّب أن تتعمد رؤية الجوانب الإيجابية من كل شيء يحصل معك .. ستنبهر من الرعاية التي يحيطك الله بها .
اذا كنت تنتظر الراحة والسعادة بشكل دائم ، فأنت تنتظر المستحيل.. الحياة جُبلت على التعب ، والإيمان هو ما يُخفف عنا .
لاتعطي الاحداث فوق ما تستحق ولا تبحث عن قيمتك في أعين الناس .. إبحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك .
سنعيش بالطريقة التي نتمناها ولانشرك بها احدا ، سنعيشها بامل واحلام ولحظات الصفاء التي تحاول ان تسرقها الايام منا عنوة وسنظل في صراع من اجل البقاء ..من اجل التشبث بالحياة وبرحمة الله عز وجل وتوكلنا عليه سيكون مصيرنا ومستقر حياتنا بيده في اولنا واخرنا .