كمال جاسم العزاوي ــ الموصل
ها قد اقترب الموعد لفرصة اخرى من التغيير والاصلاح فالتجارب السابقة رغم توفر الامكانيات المادية والمعنوية والدعم الاممي الا أن التأثيرات الخارجية والتجاذبات السياسية المحلية قد أضعفت النتائج المرجوة منها واليوم يتأثر الوضع السياسي في العراق والعالم بأحداث غزة وما قد ينتج عنها من تداعيات اقليمية وعالمية لكن الوعي السياسي وتطوره خلال الانتخابات السابقة ونضوج التجربة الديمقراطية سيرجح كفة الاتجاه الوطني لتكون مصلحة البلد أولاً وفوق كل الاعتبارات الاقليمية والطائفية والذاتية الضيقة من هذا المنطلق يجب الحرص على المشاركة الشاملة في الانتخابات وبقوة لترسيخ الاتجاه الوطني أولاً ولمعالجة المعضلات التي تعرقل استقرار وتطور البلاد من فساد ومحسوبية وسرقات منظمة شلت الاقتصاد وحرمت الوطن من فرص كبيرة للاصلاح والتقدم
ممارسات خاطئة :
لا يمكن لتجربة ديمقراطية بالعالم أن تنجح وتؤتي ثمارها دون اشكاليات وأخطاء وانتكاسات لكن استمرار التجربة وتكرار فصولها بمعطيات وجديدة كفيل بتطورها نحو الافضل وضمان نضجها ونجاحها ونذكر هنا بعض الممارسات الخاطئة حصلت في السابق كي يتسنى رفضها وعدم تكرارها ومنها (استخدام موارد الدولة في الدعاية الانتخابية) وهذا يؤشر خللاً في قانون الانتخابات ووجهاً آخر للفساد الاداري والسرقة وهناك مسألة (بيع وشراء الأصوات) الذي يعد خيانة للوطن وضياعاً للحقوق وهناك موضوع (المحسوبية) وهي التمسك بانتخاب المرشح الأقرب اجتماعياً أو من ذوي القربى بغض النظر عن نزاهته ومؤهلاته وهذا فعل لا يصح ويسيء الى المجتمع بأسره وهناك أيضاً مسألة (الرشوة) المقدمة من المرشح للناخبين لضمان اختيارهم له والتي غالباً ما تكون على هيأة هدايا عينية أو بدعوات حفلات وولائم مجانية تقام هنا وهناك لاغراء الناخبين
تغيير السلوكيات وليس الوجوه :
يحرص المفسدون وأعداء الديمقراطية على تغيير قواعد اللعبة بتغيير الوجوه والاتيان بممثلين لهم ليعملوا بأوامرهم ويتصرفوا بارادتهم وليس بارادة الشعب ومصالح البلد العليا وهنا يبرز الوعي لدى المواطن والتفكيرالسليم باختيار أصحاب النزاهة والكفاءة ضمن الكتل المعروفة بمسارها الوطني الذي لا تحيد عنه مهما كانت الاغراءات وهذا الأمر يعد الخطوة الأهم في الاتجاه الصحيح الذي سيرفع شأن الوطن والمواطن ويبعد الاتجاهات الاخرى التي لا تعمل لغير مصالحها فلنحرص على تغيير النهج والسلوك قبل تغيير الوجوه فالأفعال هي التي ستؤثر في العملية وليست الأسماء أو الوجوه
معايير جديدة :
مما تقدم وجب علىينا اعتماد معايير جديدة غير التي سادت طوال التجارب السابقة تتمثل في ترسيخ الانتماءالوطني الحقيقي للمرشحين وتفضيله على كل الاتجاهات الاخرى وهذا يتطلب عناصر وشخصيات قوية بارادتها الوطنية ووفائها وقوية بانتمائها العشائري الذي يوحد الصف الوطني ويرفع شأن البلاد كما أن النزاهة ونظافة اليدين ونقاء السريرة معايير لا تقل أهمية عن معيار الوطنية فهو المكمل لها والداعم لمسيرتها
وأخيراً نقول ان الآمال معقودة بهذه التجربةالجديدة والفرصة الثمينة للاستقرار ووضع البلاد على طريق التقدم والتطور فهذه محافظات العراق العزيزة تشكو الحال وتنتظرالرجال الصادقين للوفاء بالعهد لاصلاح شأنها وحماية حقوقها في العيش الكريم ورد محاولات السيطرة على مقدراتها وتنفيذ أجندات مشبوهة تقاطع ارادة أبناء تلك المحافظات ومصالحهم المشروعة فلا بد أن يكون من اختارتهم الجماهير أهل لهذه المهمة وقادرون على تحمل ثقل الأمانة لأنهم أبناءها الأوفياء.