حميدة بن ساسي
بعد الشتاء تلت أسراب الطير
تراتيلها…بعد الشتاء
فوق أغصان كأنها الحياة…
بهدبها الظليل…
مثل الحرير…
ورمت رموشي كحل الوجد…
بدا نزيفا في ذاك العتم
بعد الشتاء…
كساني النبات اليانع
بردا من الأحلام والنغم
وطرت كالفراش وقت الأصيل
بين الخمائل..فوق الورود…
قد كبرت وسط الزحام
وتدافعت ملامحي بين الوجوه الصفراء
لترسم مشاعري على مراسم العدم
لِم لم تقتفي قصائدي نزوات القلم ؟
والعبرة تؤججها ثورة حماقاتها
فجر ينتظر إشراقة الأمل
نغم…نغم…
إيزيس تعشق ذاك القمر…
كانت له من الحسن وجه افتتان
أو نغم…قبل ميلاد الفراغ…
غاب ذاك العتم في سماء العشق…
الحروف تتغزل بالحسان
تنسج قلوب العالم شدوا..
خارج الزمان غابت الآلام…
فهل ذاك عجب ؟
هل يغيب الزبد من تأجج الموجات
والصبايا غدون أميرات
يسكنّ قصورا
والجواري حولهنّ يعزفن ذاك النغم
ذاك شهريارعند الفجر نذر أرواحهنّ للعدم…سفك الدّماء…
واكتشف إثم الهوى…
والأنا…
وظلّت الروايات القديمة تغري القارئ
أن يكون الحكم…
أو…شاهد عيان…أو شهريار…
يقفو على غنج الفجر…
شدو النغم…