عبد الرسول الاسدي
(يمكننا عمل الكثير بالحق، لكن بالحب أكثر.) وليم شكسبير
تساجلنا أنا وبعض الأصدقاء حول الكم الكثير من التفاصيل التي تحيط بنا بشكل مدقع وتكاد تقضي على قدرتنا على التغيير المصيري والجذري فاستشهد هو بتلك المقولة الرائعة لإبن خلدون والتي تختصر الكثير من الوجع من حولنا حين قال ذلك المفكر الرائع الذي سبق عصره بفترة طويلة ( اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات)
وفعلا يمارس الكثيرون فعل الموت المحزن لأنفسهم ولمن حولهم بلا مبالاة ودون أن يعيروا أهمية لأنساق الحياة وضروراتها حين يعيدون تكرار ذلك النسق الماضي الذي لا يستند الى المنجز قدر ما يتمسك بالصورة النمطية ويعيد اسقاطها على نفسه والمحيطين به من حوله .
ولعلي هنا أستعيد بعضا من أنماط التفاصيل الذكية المبهرة التي احاطتنا ذات يوم ونحن نعيد التذكير بضرورة أن نزرع غابات الحب بيننا في وئام مصيري وتعايش دائم مع المجتمع دون ان نستعيد اسقاطات الهويات الثانوية علينا .
حيةنها ان فعلنا ذلك سننتصر لان الحب الإنساني الذي زرعه الله في النفوس يكفي لان يغذينا باسرار النجاح والديمومة افضل مما تفعل اشياء أخرى وتفاصيل مختلفة تترامى بين مسافات الإهتمام اليومية . ناهيك طبعا عن التحليق في فضاءات الوعي المبكر باهمية ان نمارس سويا طقوس الإنتماء الى بعضنا من حيث لا ندري.
في الشرق مارسنا هذه التفاصيل المحببة الى النفوس فكنا اول من يبتكر ادوات الانصياع الى حب الآخر والإنسجام معه فنظمنا عقود الود وتفننا في اذكاء الصبغة الجميلة عليها لنطلع منها بابهى الحلل ونستخرج تشكيلة لونية جميلة تستحقها ضمائرنا التي تتوق الى فعل الخير والتجدد فيه بعيدا عن الانتماءات .
فحين يكون انتماؤك الأول والأخير الى الوطن فأنت ملاح في سفينة الرحلة صوب النجاح والتجدد بأشرعة النقاء لا بشراع التمسك باساليب أو هويات فرعية ثانوية . إنسانيتك هي هويتك الأهم وسر نجاحك الأبكر .