كريم هاشم العبودي
منذ أعوام طويلة .. كتب أحد معلقي الصحف الغربية أروع كتاباته بشأن اطفال العراقي .. وفي اليوم الذي توفيت فيه والدته .. مقالة عنوانها : (لقد علمتني الحياة أن أحب العاصفة).كان هذا الكاتب .. امضى سنوات للعمل في العراق .. وأرتوى من ماء دجلة .. والفرات .. يمضي ( جيمس ) .. وهذا هو أسمه .. جل وقته في اصطياد السمك من نهر دجلة .. وكان يصطحب معه سنارته المتواضعة .. وكان يعشق اطفال العراق .. بشكل جنوني .. وغالبا ما كان يصرح .. بأن هؤلاء الاطفال .. هم أمل العراق .. وبسمته .. بعد سنوات من اللوعة .. والحرمان .. فما أقدس ان .. يتذكرنا ألعالم .. وتتناسى حكومتنا .. التي انتخبها .. شعبنا العراقي .. بعد ان عبر حقولا من الالغام .. كي ينتخبها .. تعلموا اطفال العراق .. شيئا فشيئا كيف يحبون العاصفة.. لم تعد تخيفه كل الأشياء التي تصنع العواصف في الحياة.. كالجدل والانتكاسات والنقد ..في العراق .. في هذا الزمن الذري المخيف، حيث تتضاءل صواعق الطبيعة بجانب البرق الذي يصنعه بعض الغرباء على عراقنا الخالد .. الطفل العراقي يعامل كرجل، يشيخ قبل أوانه .. تتغذى أشجار النخيل الباسقة بالشمس الحارة والنسيم الاستوائي، لكن لبها ناعم (جمار) هكذا تغني الأم لوليدها(عيدك مبارك يا جمار الكلب) .. وللحديث بقية.