الكاتب ـــ حسن الوائلي
في سبع ثوان. تسلل إلى عقلي حلم مدته ثلاثة آلاف سنة من الحكمة المهدورة والعلم الضائع والتدوين الذي بات يترجمه غير أهله.
وفي كواليس عقلي إلى تخمة من قراءة الكتب والأساطير التي لا طائل منها وسط مجتمع تائه معرفيا، أثناء توسدي خرج لي الإله نابو من أحد كواليس عقلي. وسطر أسطورة جديدة
النوم غفلة، وإذا بي أمام الإله نابو، حيث رأيته.
حطم كل شيء قرطاسة، والواحة الطينة وتبرأ من حكمته. قد احتقنت عروقه واحمر وجهه يتكلم بلغة غير مفهومه، نظر إلى نظرة غاضبة كادت تسقط السماء على رأسي لغضبة.
ويحكم ماذا فعلتم بنا، جعلتم رؤوسنا وتاريخنا في الحضيض، في قرنكم الواحد والعشرون لا تاريخ لكم ولا أدب ولا معارف. وأما أدباؤكم الحق، مهمشون لا حق لهم في أي شيء. أولادكم يقتاتون على التفاهة عقولهم خاوية، يعملون من أجل أن يأكلوا لا من أجل أن يتعلموا. حياتهم زلقة أصغر مشكلة تسقطهم وتحطم كيانهم. تبا لكم. ولأفعالكم.
وبعدها صمت ثم قلت له وأنا احمل كل سخطي على الكوكب الذي أنزلت فيه.
اسمعني واحكم بنفسك أيها الإله الحكيم.
لم أكن أريد الهروب من أي شيء أواجهه، كل ما أردت هو سؤال سؤال مجرد لمعرفة ما يدور حولي. كيف أتيت وإلى أين. سأذهب
لوحة جدباء قمامة وكلب أجرب، هكذا يرونني ويرون من يسأل ومن يفكر في سره أيضا.
لا أستطيع إيقاف رقاص دماغي. إنه يعذبني بسياط أسئلته. إنه يعذبني
أمواج وبرق تصعق سفينتي المثقوبة وكل سؤال يضاف إلى يغرقني. كيف سأكمل طريقي في الحياة. لا أرى سوى الظلام الدامس والكل يتكلم على هواه. لا أريد أحدا أن يهدأ من روعي. أريد أجوبة. اجوبة لاصارع فيها عقلي.
انا اعرف ان اعتزالي على نفسي او موتي لا يغير من العالم شيء ولا يجعل الكره الارضية تقف. وان كل شيء سوف يستمر منذ بدايته.
لكني سوف اقف وتقف امام ربي وربكم ونختصم اليه وحتما اني ساخاصمكم. لكني لا اغادر قاعه الحكم ضاحكا او حتى مبتسم. ساخرج منها كمد ضجر عليكم، سولت لكم انفسكم باقصائي من السؤال وانا لاعرف انكم تملكون القليل من الاجوبة كانت تلك الاجوبة سوف تصل بي الى حد ما.
واني لاعلم انكم اخفيتم الكثير عني وعن غيري الجواب ثم نفيتم السؤال. منهم من بحث ومنهم من تعب ومنهم من قتل.
واليوم او غدا الكل ساياخذ ما يستحق مما سطرت يديه. هذا هو العالم الحديث ايها الاله الحكيم، عالم اناني سمج، متعلق بالمظاهر والصور وترك الجوهر والمعنى.