لؤي ذنون الحاصود
اشتغلت الذات الشاعرة على المداعبة والمزاح في هذا العنوان وتلاطم أمواج الأحلام وتقديم الخبر على المبتدأ بداية الاشتغال على نسق عكسي واللعب على التشكيل اللغوي لمعنى المطر، وقطراته ترفاً على اروقة الشعر ليكسوها اخضرار المعنى، معلنةً التمرد ونقل الواقع الجمالي إلى الواقع الإبداعي، أن مفردة المطر من حيث التقديم والتأخير تحمل لنا عالما خاصاً توحد فيه جماليات المكان ومعاني الطبيعة في أجواء تمنح المطر ترفاً.
وفي قصيدة ( عابث هو حبيبي)
اشتغلت الذات الشاعرة في العنونة على الحرية الكاملة بدون رادع، وعلى اللعب و المداعبة والمزاح، إذ تمتلك الجُرأة في التشكيل والتداخل الاجناسي والايقاعي لعتبة العنونة ( عابث هو حبيبي)، هذا ما نجحت فيه الذات الشاعرة على الأدلاء بالمخزون اللفظي بذاكرة مكشوفة واقعية ضمن مفردات المعنى الفاعلة لتأطير النص بالركائز الخارقة من حيث الألفاظ ومعانيها :
النص مبني على الخيال الفكري، وعلى حواس الجسد ، الذي لعبت عليه الذات الشاعر ما بين الأنصهار والحرقة لتجعل منها زهرة متفتحة على آلام الاخر:
بين لجج الإحلام واشتعال النبض
ووجداني المنصهر في بودقة الحواس
دعني ازهر الضوء على حرقة المشتاقين
التصعيد الذي اعتناه النص، استباقي درامي لوصف صورة في مفهوم الحوار الداخلي وما تعنيه في السياق ذاته لوصف الخيال، وتأسيس المعنى، واسترسال التركيب الذي اعتمدته الذات الشاعرة في الأشتغال على الداخل في الحواس من حيث الانصهار والتركيز في أفق المعنى لتكوّن صورة داخلية معبرة عن تفكك الأجزاء من أجل الظهور للتيار المعاكس الأكثر وعياً وتأصيل معرفي وتكثيف دلالي في ثنائيات الحضور وقصدية التعبير:
وتتابع النص، تأتي اللهفة التي تعتنيها الذات الشاعرة، في حالة من الترقب والانتظار، مما جعلت للأنامل حالة من التسلية ومزاج فوضوي في عتمة النص :
وأُكثرُ من مطر اللهفة على سنابل القمح
واخضع اناملي لمزاج ليل القصيدة.
سمة الإكثار وحركة المطر في حقول المعنى جعلت صلتها المباشرة لأجواء ومناخات الحقل الدلالي في تجربة الأفكار للعناصر الداخلية التي تُبنى على إشارات النص وتؤسس للقصيدة افكار مزاجية في هدوء الليل لتجعل من الاخر أداة مستخدمة في هذا النص :
ربما احتاجُكَ مشرطاً
يجرحني لأنساك.
الجذر العميق للمعنى بأدوات خارجية مستخدمة تجعل من الاخر حدث ماضي منسي بمرور الزمن، ان الخيال والتيار المطلق للمعنى مزج ما بين آلية التعبير وحالة الابتعاد التي تسعى إليها الذات الشاعرة لتجعل من الاخر علامة وركيزة في الماضي والحاضر وحكاية تحتفل بها في المعنى الدلالي.