عبد الرسول الاسدي
لا مجتمع سعيد بدون غذاء ، لكن الامن يبقى حاجة ملحة تكاد تقفز به الى الصدارة في كل الانشغالات التي تواجه صناع القرار في كل البلدان . فالمجتمع الامن هو بالنتيجة مجتمع قريب من السعادة ان توافرت التفاصيل الحياتية الاخرى.
ولان مفهوم الامن مرتبط بالذاكرة القريبة بتفاصيل صعبة عاشتها البلاد من حروب واحتلالات وارهاب واحداث داخلية مختلفة فان هذا الهاجس يبقى متصدرا مشهد الحلم العراقي بل وقد يؤرق الحالم بغد لا محل فيه للقلق والخوف من اي تهديد مهما كان مصدره او نوعه.
لهذا السبب ونظرا لان البلاد تعيش اليوم في قلب منطقة مفتوحة الابواب على كل احتمالات التصعيد وتوسع المواجهة ونيران الحرب ، فان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته يتحركان باتجاه مسارين متوازيين الاول دبلوماسي والثاني امني لتلبية متطلبات الوطن في تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز القدرة على التصدي لكل تهديد لاسامح الله .
الدبلوماسية العراقية تحركت جاهدة في جميع الاتجاهات لتقليل التوتر مدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بدولة مستقلة وكان لها خطوات واضحة في دعم المقاومة البطلة في فلسطين كما في لبنان وتقديم كل اوجه الدعم للمدنيين في البلدين الشقيقين لتجاوز الازمة .
لكن هذا لا يكفي اذ لا يكفي ان تتحرك على الصعيد السياسي لان الحكومة عازمة على ان تقي العراقيين كل الشرور وان تقف بالمرصاد لكل طارىء يعكر الامن الداخلي وتصد اي اعتداء خارجي مهما كان عنوانه وشكله ومن اي جهة كانت.
هذا الموقف الوطني يشعرنا ان الوطن بخير لان من يقوده يستشعر كافة المخاطر ويعي مراحلها الصعبة وتعقيدات تفاصيلها ويسعى جاهدا لان تكون الاستحضارات والاستمكانات لقواتنا الامنية والقوات المسلحة والحشد ممتلكة لادوات الحماية والردع بما يحفظ دولتنا ويعزز امننا .
الجولات المكوكية لرئيس الوزراء بين القطعات الامنية البطلة واطلاعه على كافة التفاصيل واسناده ودعمة الكبير للقوات المسلحة في امتلاك احدث منظومات الدفاع الجوي والاسلحة والتقنيات دليل واضح على ان الجهوزية تبدا من لحظة ادراك ضرورة ان تكون مستعدا لكل طاريء .
انها حكومة الاعمار والامن والسيادة التي تعي ان الوطن يستحق ان نعمره وندافع عنه في كل المنعطفات وان نكون حاضرين في سوح الدفاع عنه كما في ميادين الاعمار.