عبد الرسول الاسدي
من وجهة النظر العملية فالفرق بين الشعار والحقيقة هو ما نشاهده على الارض لا ما نستمع اليه وجريا على المقولة الخالدة لسيد البلغاء الامام علي عليه السلام وهو يفرق بين الحق والباطل بان الحق ما تراه والباطل ما تسمع عنه .
لقد اطلقت حكومة السوداني شعار حكومتكم بخدمتكم لتعيد تاطير الصورة النمطية لسلسلة من الشعارات التي اطلقت سابقا ولم تر النور فجاء مخالفا لسواه ومرتكزا على حسن التنظيم والادارة ووضوح الرؤية وشفافيتها ودقة المعالجات.
ومن طريق التنمية الذي يعتبر قفزة نوعية في مضمار الاقتصاد والنقل بل وجعل العراق ملتقى لدول المنطقة تتشابك فيه علاقاتها التجارية ومصالحها السياسية ، الى مشاريع فك الاختناقات التي لم تشهد العاصمة بغداد لها مثيلا منذ الخطط الجبارة التي وضعت في الخمسينات من القرن المنصرم ابان ماعرف حينها بمجلس الاعمار الذي وضع حجر الاساس لسلسلة من المشاريع النهضوية التي مازالت شاخصة حتى يومنا المعاصر .
لا نبالغ حين نقول ان المشاريع الكبرى التي تنفذ اليوم في بغداد والمحافظات ستراتجية ونوعية وتمثل قفزة نوعية على صعيد التخطيط والتنفيذ والرؤية الشاملة نابعة من صميم الحاجة ومنسجمة مع حاجة المواطن ومبتعدة عن ضجيج المماحكات السياسية .
هذا الشعار لم ينشا من فراغ ولم يطرح على سطر عائم بل وجد ليكون ترجمة واقعية حرفية لما يجري على الارض وما يتم التخطيط له من رؤى عملية واقعية تنسجم مع حكومة الخدمة التي اعلنت عن نفسها تحت هذا العنوان وهي ماضية بذلك .
وحين تكون حكومتنا بخدمتنا فهذا بحد ذاته هو الانجاز لان الكثير من حكومات العهود الغابرة كانت تسرق قوت العراقيين وتسطو على مواردهم وتحتكر قراراتهم وتزج بهم في المغامرات السياسية والحروب العبثية.طرح هذا الشعار اليوم مؤشر حيوي ونوعي على ان بوصلة برنامج حكومة الخدمة يتجه الى تحقيق كل ما ادرج ضمن خططها من رؤى مستقبلية تهدف الى المعالجة وتحقيق الاكتفاء والقضاء على الهدر ووضع الرجل المناسب في مكانه المناسب .