عبد الرسول الاسدي
قبل أن نخوض في تفصيلات الحلول التي يقترحها طبابو الخير كبديل عن الحرب ولصناعة السلام ينبغي أن نقف عند مفارقة حقيقية تقول أن لا حل أكثر إضحاكا من حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية.
السبب ببساطة أن إسرائيل إحتلت كل الأراضي الفلسطينية وعزلت الفلسطينيين في مخيمات بغزة ومدن الضفة مثل جزيرتين في بحر إسرائيلي وبالتالي فان إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 لا يمكن تطبيقه لا نظريا ولا عمليا .
فالحدود التي ينبغي الحديث عنها على الأقل تعود الى ماقبل عام 1948 حيث كان السكان الفلسطينيين يشكلون الأغلبية العظمى من مساحة البلاد فيما يتعايش معهم اليهود في بعض المدن والبلدات رغم سياسة الإستعمار البريطاني التي كانت تدعم التوسع الصهيوني في أرض فلسطين منذ صدور وعد بلفور .
بداية الطامة الكبرى هي في الإعتراف بإسرائيل كدولة وهذا يعني أن هناك حدود لتلك الدولة وهو مالم يتحدث عنه كل العرب لأنهم بإقرارهم للرواية الإسرائيلية فهم ينفون أي حق فلسطيني في الأرض رغم أنهم تاريخيا وإنسانيا وواقعيا سكان فلسطين الحقيقيين .
الحديث عن حل الدولتين يعني أن تعترف إسرائيل أن هناك حق فلسطيني مغتصب يجب إسترداده ثم تتراجع عن آلاف المستوطنات التي أقيمت على أراضي الفلسطينيين بعد هدم دورهم وتهجيرهم من أرضهم وحقولهم ومزارعهم والإستيلاء على كل مقدراتهم ومستقبل أطفالهم .
في المجمل يبدو أن الحل مايزال صعبا لكنه ليس كذلك اذا إختار الجميع الإحتكام الى سلام دائم لا يقوم على اهتضام الحق الفلسطيني بل إيلاء هذا الشعب المظلوم المنفي بعضا من الإهتمام لإرساء العدالة .
وكلنا مع الحل المنطقي في أن تكون للفلسطين دولتهم على حدود واقعية شرعية تكفل للجميع التعايش وعلى العرب في المقام الأول وقبل غيرهم اسنادهم لتحقيق هذا المسعى وهو ما نشك فيه كثيرا وهو ما أشار اليه الشاعر إبراهيم اليازجي :
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم
وأنتم بين راحات الفنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقد
شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم
تستغضبون فلا يبدو لكم غضب