عبد القادر بن محمد / الجزائر
الحرب اليوم على الأوطان لم تعد بإعداد الجيوش و الترسنة العسكرية و بإمكان دولة صغيرة جدا ان تحطم شعوبا كثيرة عن بعد دون ان تخسر رصاصة واحدة فالحرب اليوم ألكيرونية بواسطة وسائط التواصل و بيولوجية بواسطة الاقراص فهي تنطلق من منصات مدمرة يحملها كل شخص في جيبه و لا يتخلى عنها حتى في
أعز المناسبات و اخرى تصنع في مخابر علمية لتستهدف فئة مخصوصة في المجتمعات تشمل الاطفال و الشباب عصب كل امة وسندها في المستقبل.
هي حرب تفتك بالعقول فلا يسلم منها من في البيت بسبب الامان على الفيسبوك و الوسائط الافتراضية مما يؤدي باصابتهم بمرض التوحد نتيجة الانعزال عن الناس و الاختباء في زوايا مظلمة و تعطيل الحواس و إتلاف العقل و في الشارع تحاصرهم المهلوسات التي تفنن أعداء الإنسانية في وضعها في اشكال مختلفة تغري الصغير و تلهث الشاب و ترهق الآباء و خاصة الذين لا يملكون ثقافة تكنولوجية الرقمنة فما يقدم للاطفال فقد تكون على شكل قطع حلوى او سكولاطة و ربما قد تتوزع جزيئات الحبوب المهلوسة على مواد نستهلكها او مشروبات .
هذان العدوان الفتكان خرجا عن دائرة السيطرة باعتبار ان التكنولوجية هي لغة العصر و الوسائط هي ابواب نلج منها إلى العالم الافتراضي بلا حصانة علمية و معرفية و لا قيم أخلاقية و حتى اجتماعية و إنسانية تحدد لنا المسارات التي يجب ان نسلكها للوصول إلى بر الامان بقوة منتصر لا بإرادة منهزم الذي يعتقد أنه عندما ينخرط في هذه الحرب قد تحرر من واقعه و هو لا يدري أنه قد وقع في عنق الزجاجة و لا مخرج له منها إلا مصباح علاء الدين السحري..