حسين علي
أريجُ الإمامةِ منكَ انتشر
بوجهِ التواضعِ أنتَ النظر
إباؤكَ يثلجُ صدرَ العُلا
ففي غيمِ حِلمِكَ جادَ المطر
على جبهةِ الدينِ أنتَ السِما
وأنتَ الأنيسُ لقلبِ البشر
أيا سرَّ ربِّ السما أنتَ فيءٌ
فما حاجتي للبنا والشجر
ودادُكَ سقفٌ لبيتِ المنى
وقُربُكَ ظهرٌ لِحِملِ السفر
أيا معشرَ الإنسِ أنَّ الرضا
أمانٌ إلى الخائفينَ سقر
غريبٌ تُسمّى وأنتَ الأثيلُ
كفلتَ الهدى في زمانِ القتر
فللدينِ صبحٌ بدا مشمسًا
بليلِ المصاعبِ أنتَ القمر
ببستانِ رشدِكَ تبني العقولَ
قلاعُ النجاةِ لدفعِ الخطر
وجدناكَ أولَ سطرٍ بِهِ
إذا ما قرأنا كتابَ الدرر
عقرتَ الهوى أنتَ سيفُ التقى
رضتكَ الخصومُ فداكَ النحر
خيوطُ الجهادِ الرضا حاكها
بأيدي الشهادةِ نالَ الثمر
أيا شبلَ حيدرٍ المرتضى
سلامٌ لمثواكَ مِن مستقر
سجاياكَ أشجارُها سؤددٌ
إذا ما ابتهلتَ فيحيا الحجر
فيا ابنَ الشموسِ يقولُ الملا
ويا ابن المعاجزِ بالمختصر
لقبرِكَ تهفو عطاشا القلوبُ
لتروى بعذبِ الحُبُورِ الأغر
فلا تشتهي النارُ من زاركُمْ
سلامٌ لحُبِّ الرضا من مقر
فكم قد زرعتَ الحياةَ بنا
وأجريتَ كم للعلوم نهر
وإن قد سقوكَ بسمِّ الحشا
فما مُتَّ ماتَ الطليقَ الأشر
نعاكَ الأمانُ نعاكَ السخا
بفقدِكِ قلبُ السماءِ اعتصر
طبرتم بقتلِهِ رأسَ الضميرِ
فأحفادُ هندٍ سلاحُ الضرر
وكيلُ الضلالةِ أينَ القصورُ؟
ذوى عرشُ كفرِكَ ثم انحسر
فعاشَ ابنُ موسى كسيفِ البطينِ
لنحرِ الضلالةِ سيفًا بتر