كتب رئيس التحرير
ربما يكون موضوع الشفافية الإعلامية واحدا من أهم الموضوعات ذات الصلة التي نركز دوما سواء في مضمار المطالبة بالتشريعات التي تلبي هذا المنحى أو بأن تتوافر البيئة التي تلبي للإعلامي مطالبه بالوصول لأهدافه بمنتهى الشفافية وبلا عراقيل أو منغصات .الشفافية في الوصول الى المعلومة مهمة جدا لتحقيق الغاية التي أوجدت من أجلها وسائل الإعلام لأنها بدون ذلك تبقى عاجزة عن تحقيق شيء يذكر في ظل التنافس بين الوسائل المختلفة أو وجود كم كبير من المعلومات المظللة أحيانا .
أولا وقبل كل شيء ينبغي الإشارة الى أن وسائل الإعلام تلعب دورها كأداة قوية للغاية في احداث التغييرات العامة في أي مجتمع من خلال تغيير أفكار الناس وهو ما يسلتزم الوصول الى ما يفكرون فيه أصلا !
وإذا رجعنا الى ما يسمى بنظرية التأطير فان وسائل الإعلام تؤثر على أجندات القضايا من خلال تصوير قضية ما من منطلق إيجابي أو سلبي؛ وبهذا يتأثر المواطنون بعد ذلك عن طريق وسائل الإعلام ويتبنوا آراءً مماثلة. ومن خلال مناقشة القضايا المحلية بطريقة إيجابية، فيمكن أن تصبح وسائل الإعلام المحلية أداة في حشد دعم الجمهور لهذه القضايا. وفي نفس الوقت، من خلال حجب بعض المستخدمين، فهم بذلك يحيدون عن مبدأ الشفافية في الإعلام.
نحن في مؤسسة الشرق حرصنا على نقل المعلومات المتوافرة بأبسط صورها وأكثرها دقة ووضوحا لأن موضوع شفافية الإعلام يتناول ايضا الطريقة التي يتم بها عرض المحتوى للجمهور وتأثير ذلك في إحداث التغيير المنشود .
فالشفافية قد تتسبب في إحداث مشاكل عندما يكون هناك العديد من المصادر المتنافسة تسعى للحصول على معلومات قد يكون بعضها غير صحيحا أو غير دقيق هذا فإن منهج الشرق دوما ينبع من تلك النقطة التي تنبثق عن صحة المعلومة ودقتها وبعيدا عن التنافس والترويج والإتجاه صوب التصعيد.
لا معنى للشفافية في المعلومات المتحيزة سواء للسلطة أو لجهات أخرى لأنها تقضي على هذا المبدأ وتروضه لصالحها وتجعل الوسيلة الإعلامية سوق هرج لعرض بضائع بعضها كاسد والآخر مطلوب ومرغوب واحيانا فان المرغوب مطلوب أكثر .
منهج الشرق يدعم الشفافية ويقود اليها بل ويضغط على السلطة في كل الأحيان من أجل أن تكون البيئة الصحفية صحيحة ونابعة من وجدان المجتمع وضميره الحي ومن ثم ترتكز الى الكم الوافي من الوقائع والحثيثات وليس الأمزجة أو وجهات النظر أو الإنخراط في الفوضى .
الشفافية التي ندافع عنها هي تلك التي تخلق فرصا مناسبة لأن تتحول المعلومة الى بداية لرقابة حقيقية على المال العام وكبح جماح الفساد والترهل والى إبراز النماذج المشرقة في المؤسسة الحكومية وكذلك المجتمع وتشجيع الظواهر الإيجابية المهمة بعيدا عن المحسوبية . فان تكون لدينا شفافية يعني أن نكون إعلاما بناء وناجحا ومثمرا وهادفا .