عبد الرسول الاسدي
تكتب الشعوب تاريخها المهاب بدءا من لحظة اعتناق الشهادة، خط شروع لتحقيق الانتصار بعنوانات التحدي والانسجام في سرب الكرامة والتفاني من اجل الارتقاء وصناعة الانتصار .
يكفينا فخرا ان نتحدث عن قائمة طويلة من الشهداء القادة في تاريخ امتنا الذين سطروا اروع الملاحم في دروب الانتصار على الاعداء باختلاف تلاوينهم وعنواناتهم لكن المشكلة التي يواجهها الاعداء في كل مرة ان كل شهيد قائد ياتي بعده الف قائد ومليون انتصار .
لنا في الوجدان والذاكرة والقلب شهيدنا الحسين عليه السلام الذي صنع تاريخا من الملاحم باستشهاده ليعيد كتابة التاريخ وتدوين صفحاته المتلاحقة وكلها تزخر بطوفان الدم الذي يصنع الانتصار.
استشهد السنوار ومن قبله نصر الله وقبله هنية واسماعيل شكر وغيرهم من قوافل القادة الذين رفعوا راية مقاومة العدو الصهيوني الغاصب حين وقفوا ثابتين على ساتر الممانعة رفضا لسياسة الاقصاء والابادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني .
لكن هذا الاستشهاد لم ولن يكون سببا في اي نوع من الانكسار او التقهقر او الهزيمة بل سيكون بداية لمرحلة اخرى من المنازلة التي
سيتحقق فيها النصر الناجز باذن الله تعالى .
نعم انها القضية التي تتطلب ان نضحي بالغالي والنفيس لكي نعيش بكبرياء وشمم وانها النهاية المشرفة لقادة مقلبين غير مدبرين كرارين غير فرارين ذادوا بالانفس والعيال والاموال من اجل ان تتحرر الارض ويسترد الوطن ويتوقف العدو عن اجرامه .
هكذا يموت من اختار لنفسه ان يكون مع محور الخير والحق والفضيلة غير هياب للاعداء ومكائدهم واعلامهم واجرامهم واشاعاتهم واتفاقات التامر وهي الميتة التي يحسدها عليهم اولئك الذين يظنون انهم مخلدون لا يموتون في احضان الخيانة والرذيلة .
الرحمة والخلود لكل شهداء القضية والمجد في عليين للانفس التي اختارت ان تموت كي تنعم اجيالنا القادمة بالكرامة .