د. غسان سبلاني
زار أحد كلاب الصيد
بعد غياب طويل أولاده .
فهاله رؤية أحدهم
لما بدا عليه من الاعياء.
فدنا منه
وسأله عن سبب ضعفه
وهزالة جسمه النحيف
فكانت المفاجأة.
قال الإبن لابيه؛
أنا مضرب عن الطعام والشراب
منذ حين
قال الأب:
لمَ انت مضرب ياولدي المسكين؟
أجابه بكل كبرياء
لم أعد أتحمل ظلم بعض الناس
واحتقارهم لنا نحن معشر الكلاب
فهم يحتقروننا كأننا واطيين
حين يعمد أحدهم لذم الآخر
يقول له يا كلب :
لقد أزعجني وأرقني قولهم.
وانا على ثقه بأننا أوفياء مخلصين
فنحن لا نأكل لحم بعضنا
كما هم يفعلون !
ولا نخون من أمننا
كما هم يخونون !
نسهر الليل بالحر والقر
وهم بنومهم ينعمون
نحن نحمي قطعان مواشيهم
وبيوتهم صادقين
وهم يسرقون بعضهم بعضاً
ولا يخجلون
نحن نحترمهم
وهم لنا يحتقرون
يا أبي :
كيف لهم أن ينعتونا
بما هم به يوصفون
دنا الأب من إبنه
وغمره كالأب الحليم
وهمس بإذنه:
لا تحزن يا ولدي بعضهم
لايشكرون خالقهم
الذي خلقهم
واعطاهم مابه ينعمون
يا بني:
من لا يحترم ربه
فهو إنسان عقيم