ماجدة ابو شاهين
أمسكْ يدي يا صاحبي، أمسكْ يدي
أنا راحلٌ عنهمْ ، وأنتَ المُبتدي
ها أنتَ ترفلُ كالرَّبيعِ تزورُهمْ
وتصُرُّ أسرارَ الغريبِ بمِزْوَدِ
وتمدُّ رأسَكَ ضاحِكاً متبرِّكاً
وتسيرُ مغمورَ القوائمِ في الغدِ
انظرْ ، أضاءَ لحُسنِ وجهِكَ ليلُهمْ
وأشاحَ عن أََفِنٍ بوجهٍ أرْبَدِ
اِلمسْ يدي الوسْنى، تناولْ شُعلتي
واركضْ بمضمارِ الزَّمانِ السَّرمدي
إنّي تعبتُ من المسيرِ وهدَّني
همسُ الورى: تَبَّاً لذاكَ الأنكَدِ
كم ساءَني أن ينتشي بجنازتي
من هلَّلوا أملاً لساعةِ مولدي!
وَجْهانِ نحنُ لفكرةِ الزمنِ الّتي
تنثالُ كالتُرْبِ المُفايِلِ باليدِ
عجبي لأبناءِ الحياةِ ، فَتِيُّهم
ينضو وريقاتِ الخيالِ ويرتدي !
مُتهالكاً في الشهد يمضي، تائهاً
قَفْراً من العِرفانِ ، رَثَّ المحْتِدِ
وكبيرهمْ متشبِّثٌ بحبائلي
متكَلِّسَ الأحلامِ ،ضحْلَ المورِدِ
متغضِّنَ الوجدانِ، إنْ قبضَ الرَّجا
كالماءِ من بينِ الأصابعِ يغتدِ
وغنيُّهم زرعَ الدَّراهمَ كالصُّوى،
لو سارَ معصوبَ الجوارِحِ يهتدي
ويعُبُّ من ضَرْعِ السَّعادةِ ، آمناً
إن رَفَّ جَفنٌ للسَّحابةِ يحصُدِ
وفقيرهمْ متعثِّرٌ بظِلالهِ
متزنِّرٌ بِالهَمِّ، غيرَ مزوَّدِ
إنْ شَدَّ سهماً في المنامِ لظَبيةٍ
نفَرَتْ، وإمَّا للسَّحالي يصْطَدِ
وبخيلهمْ مُتَخَنْدِقٌ في حرصِهِ
إن يطلبِ العُصفورُ زادًا يجْحَدِ
ضحكتْ له الدنيا فقطَّبَ للورى
ويلوكُ حَلْواها بثغرٍ أدْرَدِ
وكريمُهمْ يَرِدُ النَّدى مُتَهلِّلاً
وِرْدَ المعالي من شُجاعِ أصْيدِ
نَجْداً، متى خسَفَ الزمانُ بصاحبٍ
لو كان مقصوصَ الجوانحِ يرفِدِ
وَرِثوا التَّبايُنَ خِلْقَةً وخَليقَةً
من عهدِ آدمَ، كالأصابعِ في اليدِ
كلٌّ يؤلِّهُ نفسَهُ فتقودُهُ
وتعاقُبُ القمرينِ سِرُّ تجَدُّدي
قد شيّبَ الفَوْدينِ منّي أنْ أرى
فِعلَ البَرِيَّةِ في حدائِقِ مَقصَدي
قلعوا شجيراتِ الرَّوِيَّةِ والرؤى
و رَمَوا بأسْفاري بلَيلٍ أجْردِ
لم يدركوا أنّي هُلامٌ ساكنٌ
أرياشَ موجتِهمْ وجمرَ المَوْقدِ
و أوحِّدُ الأيامَ ، جوهرُ ذاتِها
ويصوغُني الإنسانُ غيرَ مقيَّدِ
إن جدَّ كنتُ السَّيفَ أورى زندَهُ
أو يلبَسِ اليأسَ انتظاراً أنْفَدِ
إنّ التفاضلَ في عبيرِ نفوسِهِم
سِحرٌ يؤثِّثُ للبقاءِ الأرغدِ
ما لي وللأعيادِ يُطلِقها الفتى
سربَ ابتهالاتِ وليس بمخلَدِ
هل كنتُ إلا اللحنَ يلثمُ قلبَهُ
ويشيعُ موسيقا الحياةِ بمعبدِ؟!