خديجة بن عادل
مُذ لاحت الأرواح أشعارا
أبرق رعد الخلجان
صوتـــاً مُهابا
والكونُ صارَ فِيْ علياءِ الوجودِ
غيمةً، وصفو الوُدِّ إذْ نادَى
سيف القمَّة، وحين تصيرُ الآه
جوعاً مرصودا
وهذا الفجر بلا رئـــة
نمدُّ له أيدينا وأنياب الوقت
تقتات عِظامنا كما ألفناها
والفزع يستوطن الرُّؤى
واللَّيل يلُوك سِنينَ…
الجَفا عذابـــا
فما حملت رياحُ النازِحين
سوى صدر يطمرُ قَرحه،
يشق اللُباب أوجاعا
موغلاً خلفَ الغُروب
والجزَّع المُمَدَّد ألوانا
والسَّحاب المُمَوَّج يسكنه غضب الأمواج، والصَّمت من حوْلِي
صنيع يزِيد الأيام نُواحَا
وقد ضَاق بنا المَنفى،
وَما احتَوانــــا
لَمْلَمَت المسافات صدع..
حضارتنا حِكايـــة
وزادَ حَبَلُ النَّار يُمطرنا
اللهيب جوابَــــا
حِيْنَ أصبح التاريخ موَّالا سرابا
ويستيقظُ غُبار الصَّحارى
فارًّا من ذاكرة الفصول..
يحاور لُجَّته، مصاباً دُوارا
ومدينة الأمواتِ كَمَّمَت أفواها
ياأيُّها الداخلون إلى بوابات العدم،
أيُّها التارِكُون أقْبِية الضَّوء وراءَكُم
المــاضون..
لتلَّة الخُشُوع هَذِه سفينة
ناسك تَسرِي بسِرٍّ نَحْو ..
مَدد الشُمُوخ،
والصَدَّى رجع الهديل صفا
يفتح بصَائِر اليقين محض
انجذاب..
وفي قَلب النَّهــار
عانقت أنفاس الشَّمس نيرانا
ورشت بياض الروح شغفاً
يعتق رقابنا من سجن المرايا
ميـــلاد —— خُطانــا
وكان لي اسماً وزاداً..
في بـــلاد الله مرسانـــا