سناء شجاع
دعَت إِليهِ أهلَ الْحَي:
آنسةٌ في الثّمانين
سيّدةٌ لا تنطقُ بأَنين
جارةٌ شَعرُها لا يخلو من تلوين
صغارُ الدّارِ: مِنَ الْبناتِ اِثنتانِ
واحدٌ مِنَ الْبنين
ما لفتَ غايتَها أحدٌ من رجالِه
على اِختلافِ ما حصّلُوا من سنين
وخلالَ…أبعدَتِ الْكلابَ، والْهررة
أغلقَت نوافذَ دارتِها
كلٌّ أعطَته ورقة
« اُكتبُوا إنَّا في تشرين»
أطاعُوا« اُكتبُوا سيهطلُ الْبردُ مطرًا»
كتبُوا
« لا تحملُوا الْمظلّةَ، إذْ والعاصفةَ خرجْتم»
أطاعُوا وكتبُوا
« اُكتبُوا سنحبُّ المَوقدَ، سنحوكُ كنزةً، شرطَ ألّا نلبسَ معطفًا»
أطاعُوا وكتبُوا
« اُكتبُوا سنقرأُ عن أحلام ونزار. لا تهملُوا الْمتنبّي حينَ كتبَ عن اللّيثِ»
أطاعُوا وكتبُوا
« اِحرصُوا على شراءِ البُنِّ حَبًّا، كي تتمهّلُوا بطحن، كيلا تتلهّفُوا لملءِ ركوَة.»
أطاعُوا وكتبُوا
وأنتم أيّها الصّغارُ، لا تسرفُوا لهوًا واِفترارا
غدًا ستكبرون. فلا ببراءةٍ، بسذاجةٍ تتطبّعوا»
سمعُوا وكتبُوا
وإثرَ…طرقَت الْبابَ فتاةٌ حديثًا بلغَتِ الأربعين
فتنَحَّت عن مجلسٍ، ولها قالَت: هاتِنا ما قطفْتِ من عشرين …
من ثلاثين…